شهد مؤتمر حركة نداء تونس خلافات عميقة بين شقين من قياداته أدت إلى انقسام الحزب بين قيادتين الأولى انتخبت في المنستير والثانية في الحمامات. لكن قيادة المنستير هي التي تتحكم اليوم في مقراته. تونس - الشروق: طرحت الندوة الصحفية التي عقدها شق حافظ قائد السبسي نهائية الاسبوع المنقضي في المقر المركزي لحركة نداء تونس عدة أسئلة منها هل افتك هذا الشق النداء؟ وما هو موقف الشق الآخر الذي أنجز مؤتمر الحمامات من تحوز المقر المركزي وممتلكات الحزب ووثائق من قبل شق نجل الرئيس؟ انقلابيون وفي هذا الاطار فقد قال المكلف بالاعلام في شق حافظ قائد السبسي منجي الحرباوي إن مؤتمر المنستير ندد في بيان له أعلن عنه في ندوة الاحد بما « تقوم به المجموعة الانقلابية الباحثة عن التموقع غير الشرعي وعن المصلحة الشخصية الضيقة مما أساء الى سمعة الحركة وشوش على المسار الإصلاحي الجديد الذي اختاره الندائيات والندائيون في مؤتمرهم الانتخابي». ومن هنا فإن تصنيف مجموعة مؤتمر الحمامات كان واضحا في خطاب هذا الشق فهم حسب بيانهم «انقلابيون» كما ترفع عنهم أية شرعية ويعتبر ان القيادة الشرعية هي التي افرزها مؤتمر المنستير. ومن جانبه قال عبد العزيز القطي القيادي في نداء الحمامات حول مسألة المقرات التي مازال يتحوزها الشق الآخر «المقرات مسألة مازالت غير مطروحة إلى الآن شرعيا وقانونيا يجب ان يتم استغلاله من القيادة الشرعية لكن مجموعة حافظ المنقلب على المؤتمر تحاول أن تستقوي على الشرعية». وعن كيفية الاستقواء وآلياته قال محدثنا «هم يحاولون الاستقواء أولا بالاستيلاء بطريقة غير شرعية على مقر الحزب ثم تضليل الرأي العام من خلال الندوات الصحفية ثالثا الاستقواء بالنهضة ورابعا برئاسة الجمهورية لكن الحمد لله الرئيس فند ذلك من خلال ما صرحت به الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية حيث ان القائمة التي ذكرت لا علاقة لها بالرئاسة». وحول الحلول القانونية التي تم اتخاذها من اجل انهاء هذا الواقع الذي خلق بعد المؤتمر والذي قسم الحزب قال القطي «من الناحية القانونية نحن في انتظار الرد من قبل وزارة العلاقة مع الأحزاب والهيئات الدستورية على ما قمنا بإيداعه من ملف يحتوي كل مخرجات المؤتمر الذي أشرفت عليه رئيسة المؤتمر وتم تقديم كل المعطيات لكن الأكيد اليوم ان كل الندائيين يعلمون ان القيادة المنبثقة عن المؤتمر هي الشرعية «. المسار القانوني معطل وتابع «نحن سنواصل على تلك الأسس وسيكون هناك اتصال بكل الجهات التي أيدت كلها القيادة الشرعية وهذا هو المهم كما أن اللجنة المركزية التي لم يتم التشكيك فيها من المجموعة الانقلابية هي بيدها الحسم في كل المشاكل وستتخذ القرار في المرحلة القادمة حول ما تقوم به المجموعة الانقلابية». ومن جانبه قال رئيس اللجنة المركزية الذي انتخب في الحمامات سفيان طوبال «هناك مجموعة ترفض الاعتراف بنتائج الانتخابات لكن الحمد لله التفاف القواعد حولنا هو ما يعطينا شرعية أكبر كقيادات منتخبة ... كنا وجهنا إليهم رسالة ودعوناهم الى إعطاء قيمة لنتائج الصندوق والانتخابات الديمقراطية كانت مطلب كل التونسيين وليس الندائيين فقط وأنجز مؤتمر ديمقراطي انتخابي وما على الأقلية إلا أن تعترف بنتائج الانتخابات». وأوضح طوبال قائلا «عندما طالبنا بالانتخاب هناك من أراد التعيين لكن بالرغم من انتخاب المكتب السياسي الا أنهم واصلوا التشويش وسيواصلون هم لا يفكرون في مصلحة الحزب المقبل على محطات انتخابية هامة التشريعية والرئاسية نحن واصلنا المؤتمر في الحمامات وكان النصاب متوفرا وجرت انتخابات ديمقراطية واحترمنا كل الإجراءات القانونية وما راعنا الا ان دعاة التجميع عقدوا اجتماعا موازيا. وتلك الصفحة سنطويها واليوم نعتبر القيادة الشرعية هي المكتب السياسي الحالي الذي التزم بالإصلاح حسب شعار المؤتمر». وأضاف طوبال قائلا «نحن لا ندعو الى تشتيت عائلة نداء تونس لكن رأينا حتى من يزور الشيخ راشد الغنوشي ليحصل على التأشيرة منه لكن التأشيرة تمنح من مناضلي نداء تونس. وهناك مؤسسة اليوم هي اللجنة المركزية صاحبة التوجهات العامة للحركة وليس حركة النهضة». إذن ان المسار القانوني مازال معطلا الى حين تقديم وزارة العلاقات مع الاحزاب والمجتمع المدني والهيئات الدستورية قرارها حول من احترم القانون في المؤتمر ليكون الممثل القانوني فعليا للنداء والى ذلك الحين من المتوقع ان يواصل شق حافظ قائد السبسي التحكم في المقر المركزي للنداء وفي ممتلكاته ووثائقه.