قرّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس فرض حصار اقتصادي على ايران بمنعها من تصدير نفطها ومعاقبة كل من يشتري منها وأكد أن السعودية والإمارات ستغطيان النقص الذي سيخلفه غياب النفط الإيراني عن السوق، الأمر الذي وعدت إيران بأنه سيفشل. واشنطن (وكالات) أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أنه تقرر عدم تمديد نظام الإعفاءات من عقوبات واشنطن على قطاع النفط الإيراني والتي تم منحها حتى ماي المقبل لمجموعة دول تشمل الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا وإيطاليا واليونان. ومن جهته اعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أنّ هدف الولاياتالمتحدة هو «وقف العائدات النفطية لإيران لمنعها من تمويل المنظمات الإرهابية» حسب زعمه ، مهدداً بأنّه «إذا لم تلتزم الدول بعقوباتنا على إيران فستتحمل مسؤولية ذلك». واضاف أن بلاده ستعمل من أجل الوصول بصادرات النفط الإيراني إلى الصفر، وذلك من أجل «حرمان إيران من الإمكانيات التي يستخدمها في تهديد دول الجوار ودعم الإرهاب وتطوير الصواريخ» وفق تعبيره. وأضاف: «سنسعى للحفاظ على سوق النفط العالمي». وشدد بومبيو على أنّ الولاياتالمتحدة ستردّ على أيّ خطوة ايرانية وسندافع عن مصالحنا القومية»، زاعماً أنّ «إيران تهدد الاستقرار العالمي وقرارنا يدعمه التحالف الدولي الذي شكلّناه». وأضاف «هناك 80 دولة تعاون واشنطن في حربها على التطرف والإرهاب.. الإسلام المتطرف يبقى تهديدا وسنواصل عملنا ضد الأشرار». وفي السعودية، قال وزير الطاقة والصناعة خالد الفالح أمس إن بلاده «ستقوم بالتنسيق مع منتجي النفط الآخرين بالتأكد من توفر إمدادات كافية من النفط للمستهلكين، والعمل على عدم خروج أسواق النفط العالمية عن حالة التوازن». وردا على ذلك ، نقلت «تسنيم الدولية» الإيرانية أمس عن مصدر مطلع في وزارة النفط قوله إن الولاياتالمتحدة لا يمكنها أبدا تصفير صادرات النفط الإيرانية. وحول ما سيحدث لصادرات النفط الإيرانية في حال عدم تمديد واشنطن الإعفاءات للدول التي قدمت طلبا باستثنائها من العقوبات، صرح مصدر في وزارة النفط الإيرانية بأنه «سواء استمرت الاستثناءات أم لم تستمر لن تصل صادرات النفط الإيرانية أبدا إلى مستوى الصفر، إلا إذا قرر المسؤولون الإيرانيون وقف الصادرات لكن هذه القرارات ليس مطروحة». وفي نفس السياق هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز، الممر المائي الحيوي لشحنات النفط العالمية، حال منعها من استخدامه، فيما يبدو أنه رد على التحرك الأمريكي، لإنهاء الإعفاءات من صادرات النفط الإيرانية. وقال الأدميرال علي رضا تنكسيري، قائد القوة البحرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية، إن مضيق هرمز هو ممر بحري وفق القوانين الدولية، "وإذا منعنا من استخدام هذا الممر فسنقوم بإغلاقه"، وفقا لما أوردته وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء. وفي معرض إشارته إلى تهديد الولاياتالمتحدة ضد بلاده بالحظر النفطي، قال تنكسيري: "في حال وجود أي تهديد في حماية مياه إيران والدفاع عنها، فإننا لن نتردد في الرد، سنتعامل بالمثل أينما كان موضوع الدفاع عن حق إيران". ومن جهتها أعلنت تركيا رفضها لقرار السلطات الأمريكية عدم تمديد نظام الاستثناءات من العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على قطاع النفط الإيراني. وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في تغريدة نشرها امس تعليقا على إعلان البيت الأبيض: «قرار الولاياتالمتحدة حول إلغاء الإعفاءات من العقوبات على واردات النفط الإيراني لن يخدم السلام والاستقرار الإقليميين، بل سيضر الشعب الإيراني».