بَعد الفوز على "مَازمبي" بهدف لصفر تحصّل لاعبو الترجي على راحة ب 24 ساعة لإزالة الإرهاق على أن تبدأ اليوم التحضيرات للشّوط الثاني والحَاسم على درب العُبور إلى الدّور النهائي لرابطة أبطال إفريقيا. المباراة المُرتقبة ضدّ "مازمبي" ستدور يوم السبت 4 ماي في "لوبومباشي" بصافرة الحكم الجنوب - إفريقي "فيكتور غوميز". الملف الصحي أثارت الإصابة التي تعرّض لها حمدو الهوني جدلا كبيرا وخوفا شديدا خاصّة أن الصور التلفزية أثبتت أن لاعب "مازمبي" "كريستيان كُوفي" تدخل بشكل عنيف على النجم الليبي للترجي. وفي إنتظار التقارير الرسمية للأطباء أكد الهوني في "تَدوينة فايسبوكية" أنّ إصابته لا تكتسي خُطورة كبيرة ومن المُرجّح أن يركن إلى راحة قصيرة قبل أن يستأنف المسيرة مع فريقه. ولاشك في أن كشف الهوني عن حَالته الصحية من شأنها أن تُبدّد ولو إلى حين المخاوف التي سيطرت على العديد من الجهات التي كانت تخشى امتداد "الضّربة" نحو الأٍربطة المُتقاطعة. لا خوف على شمّام من المفروض أن يكون خليل شمّام جاهزا لخوض مباراة "لوبومباشي". وكان قائد الترجي قد لعب حوالي 72 دقيقة في مُقابلة رادس قبل أن يُغادر الميدان وهو ما فتح التخمينات حول تأثيرات الأوجاع في مشاركة شمّام في رحلة الكونغو الديمقراطية. وقد اتّضح أن الإطار الفني اختار سحب شمّام من التشكيلة كإجراء وقائي خاصّة أن اللاّعب عائد لتوّه من إصابة كما أن الشعباني كان في حاجة إلى إحداث تغيير تَكتيكي من خلال إقحام سعد بقير طمعا في خطف هدف ثَان. اختلافات اختلفت الآراء حول النتيجة التي انتهى عليها لقاء الذهاب بين قائل بأن الترجي أنجز المطلوب ومُؤكد بأن الفوز بهدف وحيد يُعتبر نتيجة غير مُطمئنة لعدة اعتبارات موضوعية منها قوّة "الغربان" داخل مَعقلهم والصّعوبات التي قد تعترض شيخ الأندية بسبب عائق الميدان والطّقس بما أن مُواجهة 4 ماي ستدور على أرضية اصطناعية وفي "غَرغور القايلة" (س14). وما هو ثابت أن الترجي انتصر في الذهاب وبقيت شباكه نظيفة وقد تحقّق هذا الفوز الثمين في "ظروف خاصّة" بما أن عدة عناصر لم تكن في أفضل حالاتها البدنية والفنية خاصة منها تلك العائدة من إصابات مثل شمّام والبدري أو أيضا تلك التي كانت تَتحامل على أوجاعها على غرار الخنيسي. ويُحسب للمشرفين على الجانبين البدني والطبي النجاح في تأهيل جُلّ العناصر لخوض مُواجهة الذهاب ولاشك في أن "الفورمة" ستكون أفضل مع بلوغ لقاء الإياب يوم السبت القادم. رأي الشعباني يَعتبر معين الشعباني أن فريقه حقّق فوزا ثمينا على "مازمبي" مُؤكدا أن هذه النتيجة جيّدة خاصّة أن الترجي أطاح بخصمه وحافظ في الوقت نفسه على نَظافة شباكه. ويرفض الشعباني نزعة التشاؤم التي سيطرت على البعض بحجة أن الانتصار "الصّغير" للترجي في لقاء رادس سيجعل حلم رابطة الأبطال تحت التهديد. وقد استشهد معين غي خطابه بسيناريو الدور ربع النهائي للنسخة الماضية من الكأس الإفريقية عندما فاز الترجي على النجم بفارق هدف واحد في رادس (2 / 1) قبل أن ينتصر في سوسة بهدف لصفر مُكذّبا كلّ التكهنات التي توقّع أصحابها نجاح "ليتوال" في قلب الطاولة على "المكشخين". ويعتقد مدرب الترجي أن ناديه قام بالمطلوب في الذهاب ويملك كل المؤهلات للرجوع بوثيقة التأهل من "لوبومباشي" بالذات. البلايلي حاسم لعب الجزائري يوسف البلايلي دورا حَاسما في الإنتصار الثمين الذي حقّقه الترجي على حساب مُنافسه الكونغولي. وقد تكفّل يوسف بتسجيل الهدف اليَتيم لفريقه وشكّل عبءا ثقيلا على دفاع "مَازمبي" وذلك على عكس بقية العناصر الهجومية خاصّة الخنيسي ومُعوّضه الجويني حيث أهدر هذا الثنائي فرصتين ذهبيتين لتسجيل هدفين اضافيين للترجي. ولا لَوم طبعا على البدري العائد من إصابة والذي أقحمه الشعباني على مَضض لتعويض الهوني بعد الإصابة التي تعرّض لها في توقيت مُبكّر من اللّقاء. غضب يُعدّ الغمبي "باكاري قاساما" من خِيرة الحكام الأفارقة حتى أنه وقع تصنيفه كأفضل "القضاة" في برّ القارة السمراء في 2014 و2015. لكن الصّيت الكبير الذي يتمتّع به هذا الحكم لم يمنعه من الوقوع في عدّة أخطاء. ولم يُخف شق من أبناء الترجي غضبهم من صافرة "قاساما" خاصّة بعد أن حرم البلايلي من ضربة جزاء فضلا عن عدم إشهار البطاقة الحمراء في وجه لاعب "مازمبي" "كريستيان كوفي" إثر تدخله العنيف على الهوني. وقد جاءت هذه المخالفة منذ الدقيقة السادسة ولاشك في أن إبعاد اللاعب في مثل هذا التوقيت المُبكّر قد يبعثر أوراق المنافس ويدعم حظوظ الترجيين لإكتساح خصمهم الذي سيُحرم في الإياب من خدمات مدافعهم "شونغو كاباسو" المتحصل على ورقة حمراء في الدقيقة 72 من مُواجهة رادس. وفي المُقابل سيدخل الترجي مباراة الإياب دون غيابات بسبب العقوبات وتبقى الإصابات الهاجس الوحيد الذي يسيطر على فريق الشعباني في هذه المحطّة الفارقة من المُسابقة القارية.