«لكل الناس» قدمني للجمهور ... و«حكايا وبعد» حدد لي اختياراتي و«تاج الأقمار» مرآتي تعود بنا الذاكرة الى ثمانينات القرن الماضي، عندما انطلقت في رسم مسيرتها من إذاعة المنستير مع اول برنامج لها» سنابل الزمان» قبل ان تحط الرحال في مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية. لتتنقل بين العديد من المحطات في هذه المؤسسة الرائدة.. كان هدفها واضحا وهو نحت مسيرة متفردة. قوامها العمل الميداني والتأسيس لعلاقة متينة مع المتلقي والانتصار لإذاعة القرب وللثقافة الجادة واللحن الطربي الشجي. هي وداد محمد التي كسبت احقية الحضور عن جدارة على الساحة الإعلامية رغم الغوائل ...استطاعت وداد الانتصار عليها لتكون اليوم واحدة من أبرز الأصوات في الإذاعة الوطنية عطاء ابداعيا غزيرا ومتنوعا وممتعا ووجها تلفزيونيا مألوفا يجمع بين الاناقة والثقافة العالية. * ماهي أبرز المحطات التي بقيت راسخة في الذاكرة على امتداد مسيرتك الاذاعية والتلفزيونية؟ - لن أنسى ما حييت بدايتي في التلفزة الوطنية من خلال برنامج « لكل الناس»...اعود الى هذا البرنامج على اعتبار ان له علاقة مع الحاضر الذي أعيشه واحرص على تقديمه في برامجي وهو العمل الميداني والتواصل مع الشارع ... توجه رسخ في ذاكرتي , وهو نفس التمشي الذي كان عليه « لكل الناس» واني مدينة للمخرج الراحل جمال الدين بالرحال الذي منحني وانا في خطواتي الأولى التقديم والتنشيط التلفزيوني المباشر ...كان اول اختبار جدي في مسيرتي حيث وجدت نفسي في اتصال مباشر دون اعداد مسبق مع المشاهد التونسي .....وبكل تواضع أقول اليوم ان ما نشاهده من برامج ذات طابع خدماتي وعائلي هي في الأصل مستوحاة من «لكل الناس» بمحطاته المتفردة وهذا ينطبق أيضا على البرامج التي اهتمت بالجهات حيث كان «لكل الناس» الدور الأساسي في ترسيخ هذا الاختيار. ولا أنسى أيضا المخرج يوسف اليحياوي الذي منحني فرصة تنشيط برنامج» فن وهواية» ...وكانت لي محطات أخرى مكنتني من التعرف أكثر على خفايا العمل التلفزي ...وخلاصة هذه التجربة جمعتها ووظفتها في قناة 21 من خلال منوعة «وقيت حلو» و«سهرات زمان» من خلال 10 حلقات، و«حكايا وبعد» و«أثر في حياتي» و«ليالي المهرجانات» كما لي أيضا تجربة مع التمثيل التلفزيوني في سلسلة «حكايات العروي» للمخرج الراحل الحبيب الجمني وقدمني كوجه شرفي مع الراحل عبد المجيد الاكحل ومحمد الجبالي وقابيل السياري وعبد الرزاق الحمامي. * هذا على المستوى التلفزيوني فماذا عن أبرز المحطات الاذاعية؟ - «سنابل الزمان» هو اول برنامج إذاعي في مسيرتي التي انطلقت في أحضان إذاعة المنستير ...هو البرنامج الذي عبد لي الطريق وفسح لي المجال للالتحاق بالإذاعة الوطنية التي كانت تمثل لي حلما تحقق... في الإذاعة الوطنية قدمت عناوين عديدة مثل «ظلال الأصيل» و«فضاء الاسرة» و«تونس هذا الصباح» و«نوار عشية» و«ليالي تونس» و«لليل حكايات أخرى»و «تكلم حتى اراك» و«شرفات المدينة» وشوق وذوق» ويبقى «امرأة في المدينة» و«تاج الأقمار» أقربهم لقلبي * انتابك الخوف وانت أصغر منشطة سنة 1987 مع رواد في التنشيط ونوعية الضيوف في برامجك؟ - نعم عشت نوعا من الرهبة، غير أني اعتمدت على ذاتي في صياغة مسيرتي من خلال المشاركة بفاعلية كبيرة في تنشيط المحطات الاذاعية الكبرى داخل او خارج الاستوديو مع الحرص والدقة في اختيار الأغاني، لأجد نفسي بعد ذلك ضمن الفريق الفاعل في تأسيس إذاعة تونس الثقافية الى جانب اقتحامي مجال تنشيط الحفلات الكبرى من ذلك حفل «اكبر علم في العالم» بمنطقة «عنق الجمل» بتورز والسهرات الفنية بعديد المسارح والمهرجانات الكبرى الاحتفالية بستينية العلاقات التونسية الباكستانية» والى جانب ما قدمته من برامج من خارج حدود ارض الوطن في شكل «بطاقات بريدية» كانت من بالرمو ونابولي وباريس وألمانيا» شتوتغارت» وغيرها * الا توجد محطات تودين اسقاطها من الذاكرة؟ -لا أخفى سرا إذا قلت انني عشت مظلمة على امتداد 3 سنوات بعد تجميدي منشطة وتكليفي بمهمة إدارية ...هذه المحطة اود اسقاطها من الذاكرة رغم انني وجدت كل الاحترام والتقدير والمساعدة وهو ما خفف على ما كنت اعيشه وأحس به من ضيم ... * لماذا التجميد؟ - دون الدخول في التفاصيل أقول انني كنت ضحية سوء فهم من الطرف المقابل * الا توجد قرارات او اختيارات ندمت عليها؟ - نعم حدث ذلك * واليوم تعتبرين أنك على الطريق الصحيح؟ -كان يمكن ان أكون أفضل مما انا عليه اليوم.. لولا الارتباط الذي لم يكن موفقا.. على اعتبار انه عليك كسب رهان التوازن بين طموحاتك المهنية وحياتك العائلية ... ومثل هذا الامر أصبح صعبا بحكم التغيرات التي نعيشها كل يوم * ما هي أحلى اللحظات التي تعيشها وداد محمد؟ -أعيش أحلى اللحظات برنامجي «الليل حين يبوح» الذي يبث كل اثنين بداية من منتصف الليل وكذلك «تاج الأقمار» الذي اعتبره مرآتي ...وهناك أيضا لحظة السفر مع الفجر ... هي لحظات الصفاء مع الذات.. الفجر ولادة جديدة للحياة. * تعشقين السفر؟ -فعلا... زرت عديد الدول في العالم وتبقى أرقى اللحظات التي عشتها كانت عندما دخلت «تاج محل» في الهند الذي جمع الزوار فقد كان « محراب الحب» الذي جمع كل الديانات والجنسيات هو عنوان الحب الذي يجمع الجميع ولا انسى أيضا مدينة القدس وقبة الصخرة * عشت الجحود؟ -نعم على اعتبار ان فضل الإذاعة الوطنية كان كبيرا على العديد من الأسماء الذين تنكروا لها ...ورغم ذلك فانا اواصل مسيرتي بكل ثبات رغم الألم الذي اعيشه بداخلي ...ولا أخفي سرا إذا قلت انني كنت سعيدة بتنشيطي سهرة خمسينية التلفزة التونسية بالاشتراك مع إذاعة تونس الثقافية، ولا أنسى تنشيط حفل اختتام المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون * من هو صديق وداد اليوم؟ - والدتي السيدة منوبية المسعدي وابنتي ياسمين * شخصيات كان لها حضورها الإيجابي في مسيرتك المهنية؟ - انا أحيي في مسيرتي الاذاعية روحي الراحلين كمال عمران عند ما كان مديرا للقنوات الاذاعية واحمد الحذيري خلال فترة اشرافه على إذاعة تونس الثقافية واخص روح والدي المنجى الذي لولاه ما كنت قد حققت ما وصلت اليه اليوم.