كان عبد العزيز العروي يبدو قادما من أزمان غابرة، من أعماق «ألف ليلة وليلة»، فيكفي أنّ يدق على ناقوسه النحاسي الكبير ويقول: «يحكيو على سلطان كان في قديم الزمان...» لتنصت الآذان فإذا بالقصة تعالج قضايا اجتماعية وتسخر من مظاهر انهيار القيم، وتؤسس بذلك لتوازن اجتماعي جديد دون أنّ تفقد طابعها الفني الذي يعتمد الخيال وتوظيف التاريخ البعيد للانسانية حيث يشتبك الواقع بالأسطورة إلى حدّ يصعب التمييز بينهما الى درجة ان الناس كانوا يدعون بعضهم البعض الى التوجه للعروي للتشكي « اشكي للعروي. وللأديب عبد العزيز العروي تجربة رائدة في الصحافة والنضال الوطني. كتب بالعربية والفرنسية وترجم، واحترف النقد الفني والمسرحي، وحوكم من أجل آرائه. وفي أوت 1930 بادر عبد العزيز العروي بإصدار صحيفة إخبارية أسبوعية بالفرنسية عنوانها «الهلال». ولم تنضو هذه الصحيفة تحت لواء أي تنظيم حزبي أو سياسي آنذاك، غير أنها سعت إلى الدفاع عن تونسيين بمختلف فئاتهم، وعارضت تنظيم المؤتمر الافخارستي بتونس. وممّن شاركه الكتابة بنفس الصحيفة زميل دراسته محمد بدرة، لكنّ السلط الفرنسية سارعت إلى إيقاف هذه الصحيفة في 28 نوفمبر 1930 بعد أن صدر منها 13 عددا. وعند بعث الإذاعة التونسية سنة 1938 كان عبد العزيز العروي وجها من أبرز وجوهها وتولّى الاشراف على برامجها في قسمها العربي من سنة 1949 إلى سنة 1956. ومن أشهر حكاياته، حكاية " زوز فرسان عابرين " و"المكتوب عالجبين لازم تشوفو العين"، والأمير والبدوية، وكيد النساء كيدين، والراجل المشحاح والذهب، وعز نفسك تصيبها وغيرها من القصص التي تحمل في باطنها حكمة وتنتصر دائما للخير عن الشر.