ولد المرحوم عبد العزيز العروي بحي الطرابلسية بمدينة المنستير سنة 1898، وتوفي سنة 1971 عن سن تناهز 73 عاما. زاول تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه والتعليم الثانوي بالمدرسة الصادقية بتونس العاصمة وحال تخرجه دخل الظيفة العمومية في خطة كاتب ادارة الأعمال، وتقلب في عديد الوظائف بفضل ما حققه من نجاح في عمله، لكن طموحه كان أكبر من ذلك فاتجه الى ميدان الصحافة وأشرف في سنتي 1927 و1928 على ادارة جريدة النهضة ومطبعتها قبل ان يصدر لنفسه جريدة ناطقة بالفرنسية أطلق عليها اسم الهلال التونسي Le roissant tunisien نبغ في التحرير بلغة موليار فعمل لسنوات عديدة بصحيفة Le petit matin عرف بنقده اللاذع والموضوعي والمفعم بالحقائق التي تخدم المجتمع وتوقظ الهمم، ولما أصدرت ادارة هذه الجريدة صحيفة أسبوعية باللغة العربية كلف بادارتها وكانت تحمل اسم الفجر. من المكتوب الى المسموع وعند تأسيس الاذاعة التونسية سنة 1938 التحق للعمل بها كمحرر ومذيع قبل ان يكلف لفترتين قصيرتين بادارتها وكان ذلك في سنتي 1949 و1956. ورغم ابتعاده عن ادارة هذه الاذاعة الا أنه بقى وفيا لها وواصل النشاط بها فاشتهر بأحاديثه الشيقة وأسماره وحكاياته التي بلغ عددها حوالي مائتي حكاية قدمها بأسلوبه الطريف والهادف وقد جمع فيها بين المضمون الشعبي الأصيل واللهجة العامية الحضرية وأصبحت حكايات العروي نمطا يحتذى به ومقصدا للدارسين للروح الشعبية واتجاهاتها ويمكن التأكيد على ان المرحوم عبد العزيز العروي أسس لنفسه مدرسة أصبحت تعرف باسم المدرسة العروية تجاوز تأثيرها البلاد التونسية ليصل صداها الى المغرب والجزائر وليبيا وتعتبر حكايات عبد العزيز العروي التي قدمها بأسلوب جمع فيه بين الفكاهة والنقد عبر تلميحات ذكية واشارات بليغة احياء التراث حيث حرص على جمعها وتقديمها بعد ان كادت تغيب عن الذاكرة الشعبية، كما تعتبر هذه الحكايات جزءا لا يتجزأ من ضمير الأمة العربية عامة والشعب التونسي خاصة. وقد قامت الدار التونسية للنشر بعد وفاته بجمع حكاياته واصدارها وسط السبعينات في كتيب يحمل عنوان «حكايات العروي» وحرصت على تقديمها باللغة العامية مذيلة بدليل لشرح بعض الكلمات باللغة العربية الفصحى للأديب الراحل محمد المرزوقي كما عملت ترجمة هذه الحكايات الى اللغات الفرنسية والانقليزية والالمانية وأخرجت التلفزة التونسية عددا من هذه الحكايات بعنوان من حكايات العروي.