الحكاية... مفهومها ودورها.. تونس/الصباح: اختار النادي الثقافي الطاهر الحداد احياء ذكرى علمين في الابداع التونسي من خلال علي الدوعاجي وعبد العزيز العروي المعروفين بفن الحكاية المكتوبة بالنسبة للأول والشفوية بالنسبة للثاني وذلك في الفترة من 19 الى 21 ديسمبر 2008.. هذه التظاهرة سيشرف على تأثيثها عبد الستار عمامو حيث سيروي بلهجته التونسية الاصيلة (حكايات واساطير العروي) ويقدم الطاهر الرزقاني سلسلة من الحكايا تحت اسم (حديثنا قياس) في حين يؤثث حاتم بوريال سلسلة من الخرافات باللغة الفرنسية.. عبد العزيز العروي واسماره الخالدة عبد العزيز العروي من مواليد 1895 بتونس التي توفى بها عام 1971 اعلامي ورجل اذاعة تعود شهرته الى القصص الشعبية التي كان يرويها بنفسه باللهجة الدارجة التونسية وقد تم تحويل عدد هام من هذه الحكايات الى التلفزة التونسية مع المخرجين سالم بن عمر والحبيب الجمني بدرجة اولى. ويعد عبد العزيز العروي واحد من جماعة تحت السور التي نهضت بالأدب التونسي قبل الحرب العالمية الثانية ثم التحق بعدها بالاذاعة التونسية محررا ومذيعا منذ تأسيسها سنة 1938 وكلّف بادارتها لفترة قصيرة سنتي 1946 و1956 وظل يعمل بها الى اخر حياته واشتهر بأسماره وحكاياته وألف للمسرح. علي الدوعاجي: الأديب الساخر يتزامن احياء مائوية مبلاد شاعر تونس الخالد ابو القاسم الشابي مع مائوية ميلاد الشاعر والروائي علي الدوعاجي الذي سيكون حاضرا في النادي الثقافي الطاهر الحداد من خلال حكاياته مع الاستاذ الطاهر الزرقاني. وعلي الدوعاجي من مواليد تونس 1909 وتوفي بها سنة 1949 كانت اسرته تنتمي للطبقة البرجوازية الصغيرة، تعلم العربية والفرنسية لينقطع عن مواصلة الدراسة ويلتحق بالعمل لدى احد كبار تجار الاقمشة بالعاصمة اتجه علي الدوعاجي الى مجالس الفكر والمقاهي الأدبية فكان أن اتصل بالشابي والطاهر الحداد اضافة الى ذلك كانت للدوعاجي لقاءات مع ادباء عصره كزين العابدين السنوسي والقصاص محمد العريبي والكاتب المسرحي عبد الرزاق كرباكة انتمى الى جماعة تحت السور الأدبية اصدر جريدة السرور بداية من 30 أوت 1936 التي عرفت بمقالاتها ورسومها السياسية الساخرة نظم اشعاره باللهجة الدارجة التونسية. كان علي الدوعاجي ايضا كاتبا مسرحيا وترك تراثا كبيرا من روايات ومداعبات تعبر عن الواقع الذي تحياه الطبقات المسحوقة. من اشهر مؤلفاته: جولة بين حانات البحر الابيض المتوسط وسهرت منه الليالي. «الحكاية الشعبية» مفهومها مما لا شك فيه ان الحكاية وليدة التجمعات الانسانية ولعل الصحراء فضاء خصب لتنامي الخيال وتوالد (الرواية) او (الخرافة) وتدور احداثها حول الحيوانات او الانسان. والحكاية الشعبية لا تحدد في معظمها زمانا او مكانا لحدوث ما تصفه غير انها تبدأ وتنتهي بطريقة معينة على سبيل المثال تبدأ الكثير من الحكايات الشعبية بعبارة «في يوم من الايام» وتنتهي بعبارة «وكلهم عاشوا بعد ذلك في سعادة» والقصص على ألسنة الحيوانات هي من أكثر انواع الحكايات الشعبية رواجا بين الناس وتهدف عادة في تلقين وتعليم الناس السلوك الحسن والاخلاق الفاضلة وفي مجموعة من الحكايات الشعبية يغادر البطل وطنه بحثا عن هدف معين ويمكن ان يكون رجلا او امرأة وبعد العديد من المغامرات يكسب جائزة ويتزوج حبيبته وفي اغلب الاحوال يكون هذا الشريك اميرا او أميرة. ويبقى الليل وقتا مناسبا لسرد الحكاية او «الخرافة» اما لتسلية الاطفال حتى يناموا او للتسامر بين الكبار بما تتطلبه الحكاية من مهارة السرد والتمثيل والتشخيص الصوتي والدقة في توصيل المغزي ونجد الراوي شيخا او عجوزا لقدرتهما على السرد وحفظ متون الروايات.