ولد المرحوم عبد العزيز العروي بمدينة المنستير سنة 1898. تابع دراسته الابتدائية بمسقط رأسه ثم التحق بتونس العاصمة ودرس بالصادقية. دخل الوظيفة العمومية في خطة كاتب بإدارة الاعمال وشغل عدة مهن. وقد ظهر نبوغه في أكثر من مجال وخاصة في المهن الحرة. تولى ادارة جريدة النهضة ومطبعتها في سنتي 1927 و1928 ثم أصدر جريدة باللغة الفرنسية سنة 1930 بعنوان الهلال التونسي Le croissant tunisien. وبرزت براعته في التحرير باللغة الفرنسية ثم سطع نجمه من خلال تحاريره بجريدة Le Petit Matin. وقد تميزت مقالاته الصحفية بالنقد اللاذع البناء لما كانت تعيشه بلادنا من أوضاع مزرية خلال عهد الاستعمار. وفي الوقت الذي كان يتعاون فيه مع هذه الصحيفة الناطقة باللغة الفرنسية أصدرت إدارة Le Petit Matin جريدة أسبوعية تحمل عنوان الفجر وأسندت له إدارتها. مدير الاذاعة ولما تأسست الاذاعة القومية سنة 1938 عمل بها محررا ومذيعا وتولى ادارتها لفترتين الاولى سنة 1949 والثانية سنة 1956. العروي الاديب كان المرحوم عبد العزيز العروي من أبرز أدباء عصره الذين كان يطلق عليهم جماعة تحت السور. هذه المجموعة من الادباء الذين كانوا يجلسون بمقهى كانت تحت السور بباب العسل بتونس العاصمة والذين يعود الفضل اليهم في النهوض بالادب التونسي قبل الحرب العالمية الثانية. والمرحوم عبد العزيز العروي كان شغوفا جدا بالتمثيل وقد أدار بعض الجمعيات وألف عديد المسرحيات من أشهرها مسرحية «الجمل ضحك ضحكة». حكايات العروي اشتهر المرحوم عبد العزيز العروي بأسماره الشيقة في الاذاعة الوطنية وبتقديمه لنشرة الاخبار باللسان الدارج المهذب صار أسلوبه يعرف بلغة العروي. وله مائتا حكاية جمعت بين المضمون الشعبي الاصيل والعامية الحضرية. وقد نشرت الدار التونسية للنشر أجزاء منها وأخرجت التلفزة الوطنية بعض حكاياته، ومازالت الى اليوم تعيد بثها. مدرسة العروي والمرحوم عبد العزيز شكل مدرسة فريدة من نوعها بأسلوبه المتميز في الحديث والتقديم وخاصة في جرأته حتى أصبح ملجأ المظلومين الذين كانوا يعرضون عليه شكاواهم حتى صارت قولة «إشكي للعروي» مثلا متداولا بين الناس.