ساحر من بلاد الشرق، عربي الأصل، جزائري بأصله، فرنسي بجنسيته، مبدع بلمساته، قناص بتسديداته... في كلمة هو الساحر زين الدين زيدان. لم تختلف قصة حياته كثيرا عن نجوم اخرين، بعد ان عرف الفقر والبؤس مارس هوايته المفضلة كرة القدم حافيا في الاحياء الفقيرة. أول حذاء غيّر حياته ولد زين الدين زيدان في إحدى الاحياء الفقيرة في مرسيليا وهو الخامس بين إخوته . والده كان فقيرا ترك قرية بوخليفة التابعة لولاية بجاية الجزائرية و هاجر الى فرنسا بحثا عن المال. بدأ زيدان لعب كرة القدم في الحي مع الأصدقاء كل مساء بعد العودة من المدرسة . كان يلعب حافيا لأن عائلته فقيرة ولا تقدر على توفير حذاء له. وفي سن الرابعة عشرة شعر زيزو بأنه بحاجة ماسة الى حذاء حتى يفجر موهبته الكروية أكثر، و باعتبار ان زيدان أصغر أشقائه كان مدللا فقد عمل والده شهرا كاملا وجمع له ثمن الحذاء ليرتدي أخيرا زيزو حذاءه الأول .. و كان في تلك اللحظات أسعد انسان فوق الأرض. وعندما سلم الاب لزيدان الحذاء قال له: هذا هو الحذاء الذي طلبته.. وأريدك أن تصبح مثل ميشال بلاتيني. لكن زيدان لم يكن يعشق فن بلاتيني مثل ما يعشق فن اللاعب الأوروغوياني انزو فرانشسيسكولي، المتألق آنذاك. يوم بكت أمه فرحا عندما بلغ زيدان سن السابعة عشر، انضم إلى فريق كون الفرنسي الصغير، ولعب أول مباراة له مع الفريق أمام نادي مرسيليا القوي آنذاك، وكان والد زيدان (إسماعيل) لم يحضر المباراة، وذهب للعمل بدل ذلك، خوفا من أي إصابة لأبنه المدلل زيزو في المستطيل الأخضر، لكن بعد ذلك وصل احد أصدقاء والد زيزو إلى العمل ليخبر والد زيدان بأن ابنه المدلل قد تألق في مباراة مرسيليا، ليذهب مسرعا لمنزله واخبر زوجته بما حصل، فبكت والدته دموع الفرح لما سمعت أخبارا سارة، بتألق ابنها أمام مرسيليا العريق. انتقل زيدان الى بوردو وبعد سنوات قليلة اصبح نجما لينضم الى جوفنتس الايطالي قبل أن ينتقل الى ريال مدريد في صفقة خيالية بلغت في ذلك الوقت 64 مليون أورو.. وقاد زيزو فرنسا للفوز بلقب المونديال عام 1998. وتبقى «نطحة زيدان» الشهيرة لماركو ماتيراتزي، خلال نهائي كأس العالم 2006 أمام إيطاليا، أسوأ ذكرى في حياة المدرب الحالي لريال مدريد. نعم لقد استطاع الطفل الحافي أن يصنع كل هذه المعجزات.. ولكنه ظل متواضعا وفيا لأصوله الجزائرية ولم ينس طفولته البائسة في مرسيليا، رغم مكانته الحالية في عالم كرة القدم