«زنقة الباشا» لن يدخل في التهريج ولن اقدم شخصية «البهلول» والساذج والريفي لاضحاك الناس ... «المايسترو» عمل محترم و«اولا د مفيدة» لا يصنف... على الدولة ان تستثمر في الدراما ولابد من القطع مع الموسمية ... مخرج «زنقة الباشا» نجيب مناصرية يتحدث ل «الشروق» تونس الشروق يتابع المشاهد التونسي منذ انطلاق شهر رمضان سلسلة «زنقة الباشا» ويبدو ان الإنطباعات تتراوح بين مستحسن ومستهجن؟ أولا زنقة الباشا ليست سيتكوم وانما سلسلة فيها فضاءات مفتوحة تترواح بين التراجيديا والكوميديا مبنية على المواقف، ولن اقدم شخصية «البهلول» والساذج والريفي لاضحاك الناس لديا طرق اخرى لبعث الإبتسامة وهي السخرية لا التهريج ... ومع تواتر الحلقات سوف تتصاعد الأحداث وتتطور الشخصيات وتركيبتها وابعادها ... وسيكتشف المشاهد ان «زنقة الباشا» مرآة حقيقية للتونسي وصورة مصغرة عن مشاكله لكن عادة مايبحث المشاهد في مثل هذه السلسلات عن الإبتسامة وهو مالم يجده في زنقة الباشا في ال3 حلقات الأولى حسب بعض الآراء؟ الحلقات الأولى عادة ما تقوم على بناء الشخصيات والخرافة و»زنقة الباشا» ستجدون فيها الإبتسامة الهادفة التي تنبني على مجموعة من الرسائل، وفيها ايضا الدمعة وانطلاقا من الحلقة الرابعة ستبرز مفاصل الخرافة وستكون السلسلة مفاجأة للمشاهدين ...كما ان العمل سيقدم في 20 حلقة ولايمكن الحكم عليه منذ حلقاته الأولى ... واريد التذكير ايضا اني لست في اطار منافسة وانما نحن في اطار مصالحة بين المتفرج التونسي وتوجه التلفزة كمرفق عمومي الذي يبقى بعيدا عن التنافس التجاري وحسب ما لاحظته هناك تفاعل ايجابي من الناس مع «زنقة الباشا» ونعرف جيدا ان المتفرج التونسي نَفَر من العنف و»قلة الحياء « واصبح لديه من الوعي ما يسمح له من انتقاء المادة التي يريد مشاهدتها، زيادة عن ذلك يعلم جيدا ايضا ان شركات سبر الآراء تشتغل بمقابل لذلك أعول على ذكاء التونسي في الفرجة كمشاهد كيف بدى لك منتوج التلفزات التونسية لهذه السنة؟ لا أستطيع الحكم على هذه الأعمال من اول حلقاتها... لكن اريد الرد على البعض ممن وصفوها بالتخمة اقول لهم ان هذه التخمة هي لصالح الدراما التونسية لذلك على الدولة ان تدخل في صناعة الدراما حتى نقطع مع الموسمية ولابد من الإستثمارفي هذا القطاع لان تونس ليست فلاحة فقط ... كما ان الإستثمار في الدراما هو استثمار في الإقتصاد والثقافة والسياحة... وأنت تتحدث عن الدراما اكيد انك تابعت بعض الأعمال التونسية هل لديك تقييم أولي لبعضها؟ شاهدت «المايسترو» على الوطنية الأولى عمل محترم جدا وفيه طرافة . ايضا «مشاعر» على قناة قرطاج + عمل جيد وصورة مبهرة لكن للأسف المشاهد لم ينتبه له. أما «اولاد مفيدة» على قناة الحوار التونسي تحول الى اصل تجاري وسقط في الإسفاف، الفن ليس نسخة مطابقة للأصل للواقع لكن باستطاعتك محاكاة الواقع بطريقة فنية... في هذا المسلسل المرأة تحولت الى سلعة بصراحة هذا العمل لا يصنف... في المقابل نجد «القضية 460» لمجدي السميري مسلسل بتقنيات عالية الجودة وفيه الكثير من الإجتهاد، وعلى نسمة يقدم عبد الحميد بوشناق عمل مختلف اعتبره نوعية جديدة تنظاف الى الدراما التونسية واتمنى التوفيق للجميع. وهل وجدت الضحك أو الكوميديا على هذه التلفزات...؟ غابت الكوميديا وحل محلها التهريج، والتهريج في حد ذاته فن لكن ليس هناك عمق في الطرح ... هناك ضحكة من درجة ثالثة...!