تونس (الشروق) تقع مدينة أريانة شمال غربي مدينة تونس العاصمة وتبعد عنها قرابة 14 كلم. وتستمد تسميتها الحالية من قبيلة أباضية قادمة من مدينة أريان اليمنية. وتمتدّ جذورها التاريخية للقرن الثالث هجري وسكنها «القرويون» الأوائل في القرون الوسطى. وشكّلت خليطا سكانيا من الأصليين إلى الأندلسيين في أوئل القرن السابع عشر وتكاثر الاقبال عليها مع نهاية القرن الثامن عشر من قبل الجاليات الجزائرية والمغربية والليبية إلى جانب أخرى يهودية. ويتواجد بالمدينة الكثير من المواقع الأثرية والتاريخية التي لازالت شامخة إلى اليوم . المدينة العامرة مع بداية القرن التاسع عشر توجّهت كثير من العائلات التونسية من الجهات الداخلية للاستقرار بهذه المدينة الفاضلة للانخراط في مهن وحرف تقليدية كالفلاحة والتجارة المتجولة خصوصا. وتبعهم في ذلك أعيان الأسر «الكبيرة› الذين حوّلوا تجوالهم الترفيهي الربيعي الى إقامة دائمة بالمدينة الجميلة والهادئة. ومن هنا شهدت المدينة توسعا عمرانيا تبرز فيه عديد القصور والإقامات الفخمة كقصور المستنصر بالله الحفصي في العهد الحفصي ذات الزخارف والألوان الساحرة المتقاطعة الأشكال المتّسمة بالابتكار والألوان الزاهية الجميلة التي تفننت الأيادي الأندلسية الماهرة في إبراز مفاتنها . وشهدت المدينة العامرة بالملل عدة أحداث تاريخية لعل أهمها الحملة الصليبية الثامنة سنة 1270 بقيادة لويس التاسع ومطاردة الاسبان لسكان مدينة تونس الذين لجؤوا إلى أريانة. عبير الورود تشتهر مدينة أريانة بالاحتفاء المتواصل بالورود غراسة وتقطيرا ووقع إعلاء شأن الورد باقتران اسم المدينة بالورد هذا إضافة إلى بعث مهرجان لعيد الورد بالجهة يتجلى في برمجته ثراء التراث الحضاري والتاريخي والثقافي والسير الشعبية الخالدة. ويحتفي في هذا العيد بتقديم شذرات من العادات والتقاليد وإبراز أنواع وخصائص الورود من نسرين وبنفسج وغيرها كثير من غراسات الزينة إضافة إلى عرض مستحضرات العطور وماء الزهر والورد التي تقطر بالطرق التقليدية ذات الجودة العالية. ويتواصل تشبّث أهالي أريانة بمهرجان الورد الذي احتفل به مؤخرا في دورته 22 والتي اقترنت بتطور البرمجة وابتكار المسابقات المحفزة على تجذير وتثمين الورد ليعمّ عبيره الفوّاح أرجاء المدينة .