لم يكتب للمباراة الودية التي كان يفترض أن تجمع عشية أمس بين النادي الإفريقي والنادي الرياضي لحمام الأنف أن تلعب بعد أن رفض الأمن تأمينها خصوصا لتزامنها مع مواجهتين الأولى في أولمبي رادس بين الترجي الرياضي والاتحاد الرياضي المنستيري في إطار ربع نهائي كأس تونس والثانية بين الاتحاد المنستيري والنجم الرادسي في إطار الدور النهائي لكأس تونس في كرة السلة. إلغاء المقابلة الودية جاء ليخلط حسابات الإطار الفني لنادي باب الجديد الذي اضطر إلى تعويض اللقاء مع فريق الضاحية الجنوبية بلقاء تطبيقي جمع بين لاعبيه. ويركن زملاء وسام يحيى اليوم إلى راحة خاطفة يستأنفون في أعقابها يوم غد تدريباتهم بصفة عادية استعدادا لمواجهة اتحاد تطاوين في نهاية الأسبوع الجديد. أيّ وجه للإفريقي؟ بانتهاء فترة الراحة يكون النادي الإفريقي قد اكتفى بمباراة ودية يتيمة أمام الاتحاد الرياضي المنستيري حقق خلالها أبناء فيكتور زفونكا التعادل بنتيجة هدف لمثله. ولئن جاء إلغاء الود مع الهمهاما لأسباب خارجة عن نطاق المسؤولين من الفريقين إلا أن اكتفاء الإفريقي بلقاء ودي وحيد خلال ثلاثة أسابيع من الراحة قد لا يكون أفضل ما توفر للمجموعة. ويأمل الأفارقة أن يكون اللاعبون والإطار الفني قد استفادوا من مرحلة توقّف النشاط في تصحيح الأخطاء التي بدت على أداء المجموعة بالإضافة إلى تحسين العلاقة بين الطرفين من أجل العودة بشكل يضمن للفريق إنجاح ما تبقى من موسم للنسيان بكافة المقاييس. انتهت المهلة وضعت هيئة النادي الإفريقي ليلة 30 أفريل الماضي مهلة لنفسها لبداية الأسبوع المنقضي من أجل الإعلان عن التغييرات الإدارية التي وجدت نفسها مضطرة للقيام بها نتيجة التهاون والأخطاء والتجاوزات التي حصلت طيلة الموسم برمته. وجاء في البلاغ أنه سيتم «تكوين هيئة تنفيذية من أبناء النادي الغيورين والذين سبق لهم أن نجحوا في الخطط التي اضطلعوا بها وتحظى بتوافق جميع أطياف النادي وذلك في بحر هذا الأسبوع ليتم الإعلان عن تركيبة هذه الهيئة بداية الأسبوع القادم».. ولئن مرت بداية الأسبوع دون أيّة مستجدات فإن نهايته كانت مشابهة تماما حيث غابت القرارات وانعدم التواصل حتى بين أعضاء الهيئة المديرة في ما بينهم وهو ما يطرح عدة نقاط استفهام. ويمكن التأكيد أن تطورات الأيام الأخيرة توحي بأن البلاغ ثم الخروج الإعلامي لرئيس النادي عبد السلام اليونسي لم يكن إلا محاولة لامتصاص غضب الأحباء وهو ما لن يتم تصديقه مستقبلا. هل رفض البعض العودة؟ تشير بعض الأخبار في محيط هيئة عبد السلام اليونسي إلى أن المفاوضات مع عدد من المسؤولين السابقين قد باءت بالفشل وأن الكثيرين رفضوا «ركوب موجة الفشل» خوفا على الصورة الحسنة التي يملكونها لدى الأنصار. ويمكن التأكيد أن الحديث في الكواليس قد اقتصر على بعض الأسماء بعينها على غرار مهدي الغربي ورشيد الزمرلي ومهدي ميلاد ولكن خاصة يوسف العلمي الذي حاز مكانة خاصة لدى شريحة واسعة من أنصار الإفريقي. وبحسب ما تحصلت عليه «الشروق» من معطيات فإن رئيس الإفريقي عبد السلام اليونسي لم يتصل بالعلمي والغربي وميلاد وهي الأسماء التي يفترض أن المفاوضات معها ستكون من أجل تمكينهم من قيادة فرع كرة القدم بعد موسم مخيّب للآمال. من جهة أخرى اكتفى اليونسي في الحوار الذي أدلى به في الأسبوع الماضي لإذاعة «ماد» بالإشارة إلى أن العلمي هو ضمن المجموعة التي وجهت عدل تنفيذ للمطالبة بإعادة الانتخابات وهو ما قد يكون مؤشرا عن عدم رغبة اليونسي في ضمه بنفس عدم رغبة العلمي في العودة. وبعيدا عن العلمي فإن البقية فلم تكن الاتصالات معهم بالجدية الكافية وهو ما يكشف أن الرغبة الحقيقية في تغيير الأوضاع لا تزال غير متوفرة على الأقل في الوقت الراهن.