فشل النادي الإفريقي في إيقاف سلسلته السلبية متكبدا هزيمته الرابعة على التوالي أمام النادي الرياضي البنزرتي الذي عجز الأحمر والأبيض عن تفادي الهزيمة أمامه للمرة الثالثة على التوالي في البطولة. البداية الكارثية للموسم الحالي لم يسبق أن عاشها الأحمر والأبيض منذ بداية الموسم الأول بعد الاستقلال وهو ما جعل الغضب الجماهيري يكون عارما ولا يستثني أحدا لاعبين ومسؤولين وإطار فني. عوامل عديدة قادت إلى هذه الانطلاقة السلبية من بينها الفني والإداري فيما يتحدث مسؤولو الفريق عن إسهامات خارجية هدفها إسقاط الهيئة الحالية والتسريع بعقد جلسة عامة انتخابية. ... و للحكم نصيب لم يكن الحكم هيثم قيراط عادلا في قيادته لقمة السبت فصافرته بدت موجهة ضد الإفريقي ناهيك مثلا أنه رفض إشهار الصفراء الثانية ضد أحد لاعبي النادي البنزرتي تفاديا لإقصائه رغم أن لمسه للكرة باليد يستوجب البطاقة. ما قام به قيراط ربطه الكثيرون بما يحدث في كواليس النادي الإفريقي على امتداد الفترة الأخيرة ذلك أنه قدم يوم أمس الأول أسوأ مستوى له ضد الأحمر والأبيض. مستوى قيراط وما قدمه بعض اللاعبين جعل الكثير من الأفارقة يتحدثون عن اتصالات في الكواليس من أجل ضرب الفريق «لغايات في نفس مخلوع». عدم الشعور بالمسؤولية رافقت هزائم النادي الإفريقي هذا الموسم قواسم مشتركة عديدة سواء فنيا أو تكتيكيا غير أن الملاحظة الأبرز تعلقت بردة فعل الفريق عند قبوله للأهداف. وفي تحليل البعض لتردي المستوى قيل إن الإشكال بدني بالأساس كتفسير لغياب ردة الفعل لدى اللاعبين وهو ما أدى للتخلي عن المعدين البدنيين السابقين وتعويضهما بآخر جديد استقدمه شهاب الليلي بعد أن أطرد معه من النجم غير أن تكرر ذات الأمر أمام السي أس أس فالنادي البنزرتي كشف بوضوح أن المسألة ليست بدنية بقدر ما هي ذهنية. لاعبو الإفريقي افتقدوا إلى روح المسؤولية والجدية الكافيين لذلك بات من الضروري إدخال تحويرات جوهرية على الرصيد البشري مع الميركاتو الشتوي فأغلب عناصر الرصيد البشري الحالي بلا كاريزما ولا روح وبقاؤهم لن يزيد الفريق في شيء إلا خسارة الأموال خيار خاطئ يمكن التأكيد أن النادي الإفريقي قد أخطأ بتجديد تعاقده مع المدرب شهاب الليلي لأسباب عديدة وقد تكون النقطة الايجابية الوحيدة من هذه العملية هو التسوية التي أبرمت معه بخصوص القضية التي كسبها لدى لجنة النزاعات. إعادة الليلي كانت استنساخا لتجربة يعي اليونسي ومن معه فشلها منذ البداية ذلك أنه عادة ما ينجب تكرار التجارب مع المدربين الفشل في الإفريقي وهو ما يعيشه الفريق حاليا مع الليلي. نقطة أخرى محورية وهي تتعلق بالخيار في حد ذاته ذلك أن النجم تخلى عن الليلي بعد 3 مباريات في البطولة ومنطقيا ما كان له أن يعود للإفريقي الذي يملك أهدافا رياضية أفضل من ليتوال. الإفريقي سيخوض دوري الأبطال ويفترض أنه سيراهن على ثنائي الموسم أما النجم فمعني بكأس «الكاف» والثنائي المحلي وبالتالي فالتعاقد مع مدرب أطرد من فريق طموحاته أضعف من ناديك يعد خطأ استراتيجيا واضحا. تواصل مفقود تؤكد الأخبار التي تحصلنا عليها في «الشروق» أن شهاب الليلي لا يتشاور إلا مع المعد البدني عمر بن ونيس حيث يعد مبارياته دون الأخذ برأي مساعديه مهدي السيفي وخالد السويسي. الليلي استأثر بالقرار الفني فكانت خياراته خاطئة بدليل أن تشكيلته ضمت العناصر الأكثر انتقادا من الجماهير والمحللين كما أنه لم يتمكن من إيجاد حلول للأخطاء التي ظلت ترافق الدفاع والوسط وخاصة مصيدة التسلل والتركيز على اللعب المباشر. مدرب الإفريقي عرف عنه ضعف شخصيته في السيطرة على المجموعة طيلة تجاربه مع الأندية الكبرى كما أنه يخشى المباريات الكبرى والأسماء البارزة وها أن الفريق يدفع ثمن إصراره على الاحتفاظ ببعض اللاعبين الذين ثبت تردي مستواهم دون أن تحضر الجرأة لإبعادهم. القرارات المنتظرة على امتداد الساعات الماضية سعينا للحصول على القرارات التي ستتخذها هيئة عبد السلام اليونسي كرد فعل طبيعي للنتائج السلبية الحاصلة. ولئن تعذر علينا الوصول إلى عديد المسؤولين في الهيئة إلا أن مصادر مقربة من دائرة القرار أكدت ل»الشروق» أن تواصل التجربة مع المدرب شهاب الليلي بات صعبا وأن قرار إقالته سيتأجل إلى ما بعد لقاء اتحاد بن قردان فمهما كانت النتيجة ستكون القطيعة. أما اللاعبون فهناك قائمة ممتدة من اللاعبين الذين سيقع التخلي عنهم تدريجيا. الأكيد أن الإفريقي لن يتخلى عن الجميع لكن سيتم استبعاد بين 5 و6 لاعبين مطلع الأسبوع الحالي. اليونسي في الجزائر تحول رئيس النادي الإفريقي عبد السلام اليونسي صباح أمس إلى الجزائر وذلك من أجل الجلوس إلى رئيس مولودية العلمة هرادة عراس بغاية حلّ الخلاف بخصوص مستحقات صفقة إبراهيم الشنيحي بصفة وديّة. اليونسي تحول إلى الجزائر استغلالا لصداقته مع هرادة عراس حتى يمكن الفريق من الحصول على إمهال لخلاص المبلغ خارج الإطار الزمني الذي وضعته لجنة التأديب بالفيفا. ويفترض أن يقوم اليونسي بخلاص قسط هام من المبلغ (460 ألف يورو) حتى يتمكن من إقناع رئيس العلمة بإمهال الإفريقي لفترة أخرى خصوصا أن الفريق بحاجة إلى 9.5 مليون دينار قبل نهاية السنة الإدارية الحالية وهي مبالغ ضخمة للغاية. القسط الثاني لسايدو قام النادي الإفريقي يوم الجمعة بخلاص القسط الثاني من مستحقات اللاعب الغاني سايدو ساليفو حيث تم تمكينه من مبلغ قدره 70 ألف دولار (حوالي 190 ألف دينار). «البيفو» الغاني سبق أن تحصل على تسبقة أولى بقيمة 300 ألف دولار ليتم تقسيط المبالغ المتبقية (199 ألف دولار) على ثلاثة أقساط. ولا يزال نادي باب الجديد مطالبا بسداد مبلغ قدره 129 ألف دولار ليغلق الملف نهائيا علما أن القسط الأخير سيتم سداده في شهر ديسمبر المقبل.