الدهماني (الشروق) تعد الدهماني من أقدم المدن بالجهة و لها موقع متميز بين ابة الأثرية التي تعني السوق في الفينيقية و هي منطقة جبلية يبلغ ارتفاعها 620 م و قصور هلة الرومانية حتى صارت تسمى بإبة قصور و بقيت تحمل هذا الاسم إلى سنة 1973 لتحمل اسم وليها الصالح سيدي الدهماني الذي أقام بالمنطقة سنة 551 ه / 1190 م و هي تتميز أيضا بموقعها قرب المعلم الأثري « ألتيبيروس « على خط السكة الحديدية بين فج التمر و سهل الزوارين و هي مناطق فلاحية تعرف بإنتاج الحبوب بأنواعها إضافة إلى الخضر الفصلية بعبيدة و سيدي عسكر و الزوارين و ذلك لعذوبة مياهها سواء من العيون الطبيعية المتدفقة بسراورتان أرض الفسفاط أو ابة و بالآبار السطحية و العميقة. . لم تتعرض ابة قصور لغزو الفاطميين ولا لثورة صاحب الحمار ولم يغير صفوها إلا بنو هلال في زحفهم عليها سنة 445 ه/1053 م . وقد ذكر البكري في «المسالك» أنها كانت هدفا لغارات البربر ولكنها استطاعت أن تفلت من سيطرة الهلاليين. وحسب ما ورد في عديد المصادر فإن ابة قصور أو الدهماني حاليا تعرف بتوافد جنسيات متعددة و ذلك حسب دفاتر الحضور بمدرستي الهادي شاكر و شارع الرئيس منذ بداية القرن 19 . هذا و قد خير المشرفون على استخراج حديد جريصة و تحويله إلى فرنسا الإقامة بها لما يلذ فيها من طيب العيش . تم إحداث بلدية بها بمقتضى الأمر المؤرخ في 20 جانفي 1921 و هي ثاني بلدية أحدثت بولاية الكاف . ينشط بها فرع محلي لاتحاد الشغل يعكس العمق الفكري و الحضاري و تجذرها ضمن الحركة الوطنية بشهادة البنايات على النمط الفرنسي المحاذية لوسط المدينة أو « البياسة «، تأسس بها سنة 1932 النادي الرياضي بالدهماني . ومن أعلامها الإمام الأبي و هو عالم دين جليل غني بعلم الحديث وهو أبو عبد اللّه محمد بن خليفة بن عمر الوشتاتي الأبي التونسي المالكي ( ت 828 ه / 1425م) اشتهر بكتابه «الإكمال» و هو من تلاميذ الإمام ابن عرفة . درس بتونس ثم تولى قضاء الوطن القبلي في عهد السلطان أبي فارس عبد العزيز الحفصي.