بالامس القريب كنا نهتف «اعطيه يا وحشي»... وأيضا «محايسي صدام حسين»... وقبلهما كنا مع «قسوة المجاهد» خالد القاسمي كما كنا نشدّ على حركات مدافع الترجي عبد القادر بن سايل (قدّور) بل ننتظر «تخميرته» داخل الملعب دفاعا عن الاحمر والاصفر... وقبلهما أيضا كثير من «العرص» الدفاعية التي يستحيل العبور من أمامها للعبها الرجولي وصلابتها مثل محسن حباشة حمزة مراد والحاج علي وغيرهم كثير من الذين استأنسنا لعبهم لانه لم يخرج عن النطاق الرياضي ولم يتسبب في مهزلة كالتي مازال يأتيها بعض لاعبي اليوم ممن يظنون أنهم لا يدخلون قلوب الجماهير إلا ب «البونية» و»ضرب المرفق»... ما أتاه اللاعب محمد القيزاني يدخل تحت هذه الطائلة ولا يلزم إلا صاحبه... ورغم اعتذاره (الذي ننشره اليوم) فإن القيزاني أثبت مرة أخرى أنه لم ولن يكون في حجم الترجي... وسمعة الترجي، هذه المدرسة التي تخرّج منها «فطاحل» الكرة التونسية في نفس خطة القيزاني وآخرهم «الخالدان» بن يحيى وبدرة... فالاول غادر الميادين ولم نسمع له يوما صوتا... والثاني تشبّع بأصول اللعبة وفهم الدرس وصار يتصرف بحجم وعراقة المدرسة التي ينتمي اليها ويكفي أننا شاهدناه يعتذر أكثر من مرة لزميله في المنتخب محمد الجديدي لكننا في المقابل شاهدنا محمد القيزاني يعتدي على نفس اللاعب وهو على الارض قبل أن «يتخمّر» (ولا ندري لماذا؟) ليعتدي على كانديا... وكأنه عنصر من ذلك الجمهور الذي مازال يعتبر تراوري «خائنا» بانتقاله الى النجم الساحلي... وكأن هذا النجم ينتمي الى المريخ... أو زُحل وليس منّا وإلينا...؟ ما أتاه القيزاني إضافة الى أنه غير مشرّف للعائلة الترجية فإنه كاد يسقط فريقه بالضربة القاضية لان الهزيمة الثانية على معشب المنزه في هذا الظرف بالذات كانت ستصدّع أركان الامل الذي مافئت الهيئة المديرة تبذل قصارى جهدها لاستعادته... ثم ان هذا التصرف قد يزيد في توتر العلاقة بين فريقين كبيرين رائعين برجالهما وجمهورهما ولاعبيهما وماضيهما وحاضرهما... وليت هذه اللقطة المجانية لا تفسد للودّ قضية.