الكثيرات من النساء المسلمات يَعْمدْن في شهر رمضان إلى الامتناع عن الافطار في نهار رمضان وهن حُيَّضٌ اعتقاداً منهن أن ذلك من التقوى ومن الورع . وإن الله عز وجل هو الذي شرع الفطر للحائض والنفساء على لسان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن حِمْنَةَ بنت جحشٍ- رضي الله عنها- قالت : « كنت أَسْتَحاضُ حيضةً كثيرة شديدة فأتيت النبي استفتيه فقال : ( إنما هي ركضة من الشيطان فَتَحيَّضي ستة أيام أو سبعة أيام ثم اغتسلي , فإذا اسْتَنْقَأْتِ فصلي أربعة وعشرين أو ثلاثة وعشرين وصومي وصلِّي فإن ذلك يُجْزِئُكِ وكذلك فافعلي كل شهرٍ كما تحيض النساء وعن مُعَاذَةَ قالت : « سألتُ عائشةَ - رضي الله عنها- فقلت : ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضى الصلاة ؟ قالت : كان يُصيبنا ذلك مع رسول الله فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة « وإن الكثيرين من الناس حاولوا أن يستغلوا محدثات الحياة الدنيا ومخترعاتها فقالوا : بجواز أن تأخذ المرأة أدوية معينة تعمل على تأجيل دورة المرأة الشهرية في شهر رمضان، حتى تستطيع أن تصوم شهر رمضان ، دون أن تفطر في أيام حيضتها,لأن الأدوية ستمنع الدم من النزول في موعده !! وهذه كلها سلوكيات خاطئة .فالله تعالى وضع قواعد لدينه واباح للمرأة الفطر واعطاها رخصة ولذلك لا يوجد ما يبرر عدم الاخذ بها والله يحب أن تؤتى رُخَصَهُ كما يحب أن تجتنب محارمه. قال تعالى : ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ وقال تعالى ايضا : ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ .