يقترب عدد الناخبين الجدد من مليون مسجل جديد انتقلوا من دائرة الاغلبية الصامتة الى جسم انتخابي فعلي يقلل من فرضيات العزوف ويفتح على سيناريوات متعددة لا تستبعد تغيير المعادلة الانتخابية في تونس. تونس (الشروق) بلغ عدد المسجلين الجدد في الانتخابات الى موفى أول أمس الثلاثاء 878 الفا و877 ناخبا جديدا ويتوقع المراقبون بلوغ مليون تسجيل جديد أو ما يزيد مع موفى فترة التسجيل يوم 22 ماي الجاري، ومن الناحية التقنية يعني بلوغ تسجيل قرابة مليون ناخب جديد انتقال جزء مهم من الاغلبية الصامتة التي كانت في عزوف عن العملية الانتخابية والتي قدرها مركز جسور للسياسات العمومية بنسبة 77.2% الى الجسم الانتخابي الفعلي، فهل يمكن توقع تغييرات كبرى في الخارطة الانتخابية وفي مستوى الخيارات السياسية على ضوء توسع سجل الناخبين؟ ويرى المدير التنفيذي لمرصد شاهد لمراقبة الانتخابات ناصر الهرابي من خلال تصريحه ل››الشروق›› أن سير عملية التسجيل من شأنها المساهمة في تغيير الخارطة الانتخابية غير انه لا يتوقع ان يقلب المسجلون الجدد المعادلة تماما لأن المشهد منذ انتخابات 2011 بقي يتكرر بتفاوت طفيف بين انتخابات وأخرى وفق رأيه. كما لاحظ محدثنا أن الجسم الانتخابي المسجل لا يعكس بالضرورة نسبة المشاركة في الانتخابات خاصة في مناخات سياسية واقتصادية و اجتماعية تغلب عليها الصعوبات وخلص قائلا: «وعلى اهل السياسة نبذ خطاب الكراهية في السياق الانتخابي والمساهمة في دفع الناخب للتوجه إلى صندوق الاقتراع لتفادي اي عزوف محتمل خاصة أن الفئة العمرية المسجلة حاليا أغلبها من الشباب الذي يرى أن اغلب اهداف الثورة لم تتحقق بعد.» قلب المعادلة متوقع من جهته يرى الخبير في التنمية والحوكمة المحلية حاتم مليكي من خلال تصريحه ل››الشروق» أن عدد المسجلين الجدد في الانتخابات من المتوقع أن يغيروا المعادلة على مستوى الخيارات سيما وأن عدد المشاركين في الانتخابات البلدية السابقة لم يتجاوز المليون و 700 الف ناخب، بما يعني أن أن كل الاحتمالات تبقى مفتوحة سيما وأن الناخبين الجدد لم يقع التعرف بعد عن اتجاهاتهم. واضاف محدثنا بأن الاقبال المكثف على التسجيل في الانتخابات يفسر مفاضلة المواطنين لتغيير المنظومة عبر الصندوق على حساب خيار التغيير عبر الفوضى لافتا الى أن الحماسة لتغيير المنظومة من الداخل تدفع الى امكانية تغيير المعادلة الانتخابية كليا. مفاجآت كبيرة ومن جانبه يتوقع العضو السابق للهيأة العليا المستقلة للانتخابات سامي بن سلامة في تصريحه ل»الشروق›› أن يبلغ عدد المسجلين الجدد مليون و 300 الف ناخب أو ربما مليون و نصف ناخب لو تم تمديد فترة التسجيل ، وفسر هذه القفزة الكبيرة في عدد المسجلين بثلاثة اسباب رئيسية. وشدد محدثنا على ان زيادة عدد المسجلين كان بسبب شجاعة رئيس الهيأة نبيل بفون و الذي قاد ثاني عملية تسجيل ميدانية حقيقية اثرعملية التسجيل الاولى لسنة 2011 وكذلك بتظافر جهود الهيأة والاعلام والمجتمع المدني علاوة على وجود رغبة كبيرة لدى المواطنين في المشاركة. انعكاسات توسيع السجل الانتخابي كما يراها سامي بن سلامة تكمن في تغيير الخارطة الانتخابية في تونس وذلك أن الاحزاب الايديولوجية في رأيه قد سجلت ناخبيها وضبطت خزاناتها الانتخابية منذ مدة بينما الجزء الاكبر من المسجلين الجدد لا يبدو من بين المنتمين اليها وعليه فانه سيحدث مفاجآت ضدها. واضاف محدثنا بأن امكانية حدوث مفاجآت كبرى امر جد متوقع اذا ماجرت الانتخابات في موعدها حيث من المرجح ان تدفع هذه الارقام الى تغيير الفاعلين الاساسيين والى تكوين اغلبيات جديدة مختلفة عن الوضع السائد والمتواصل منذ سنة 2011. ولفت سامي بن سلامة الى أن الاتجاهات العامة للناخبين الجدد غير معلومة ولا يمكن معرفة تموقع اغلبها الا عند بداية الحملات الانتخابية التي ستبرز الجهات المتنافسة المتملكة على اكبر قدر منها غير أن ما هو أقرب الى الثبات في رأيه حتى الان هو أن الجسم الانتخابي الجديد والممثل اساسا من الشباب الذين يحملون تحفظات كبرى عن الممارسة السياسية سيكرسون التصويت العقابي خاصة للجهات الماسكة بالسلطة ومن اهمها في رأيه حركة النهضة التي يرى انها في طريقها للخسارة وكذلك حزب تحيا تونس ونداء تونس بسبب عدم اقتناع المواطن بحيازتها جميعا لحلول في ادارة الدولة. زلزال يضرب الاحزاب؟ في تصريح سابق للشروق فسر المختص في علم الاجتماع سامي نصر عزوف الشباب عن الحياة السياسية بالارادة السياسية التي تستفيد منه حفاظا على خزاناتها الانتخابية دون حاجة الى اي مكون من ضمن الاغلبية الصامتة التي تعد ارتدادا على منظوماتهم الانتخابية. وعلى هذا النحو فكلما ارتفع السجل الانتخابي الا ومثل زلزالا يهدد هذه الخزانات الانتخابية مرجحا لقلب المعادلة. نهاية العزوف ؟ توقع رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون مؤخرا عدم وجود عزوف للشباب عن العملية الانتخابية وذلك قياسا بنسبة حضورهم المرتفعة في السجل الانتخابي، كما تبدو نسبة العزوف العامة في طريقها الى الانحدار بعد نجاح هيأة الانتخابات في تسجيل قرابة مليون ناخب جديد