تونس «الشروق» كشف موسم رمضان 2019 عن جيل جديد من المخرجين سيكون لهم دور كبير في نجاح الدراما التونسية لَيْس في تونس فقط بل حتى على مستوى عربي أيضا. مجموعة من الأعمال الدرامية والكوميدية اللافتة للأنتباه تبثها منذ بداية الشهر فضائيات تونسية ومغاربية بإمضاء مجموعة من المخرجين الجدد الذين مازالوا في بداياتهم على مستوى التلفزة لكنهم حققوا نجاحا كبيرا وأثبتوا جدارتهم وأثبتوا قدرتهم على الإستفادة من دراستهم الأكاديمية ومن التجارب السينمائية العالمية في مستوى التعاطي مع الصورة خاصة. أعمال على قناة نسمة اكتشف الجمهور الواسع مخرجين لأول مرة على الشاشة الصغيرة ، عبدالحميد بوشناق في مسلسل نوبة الذي أبهر الجمهور في أول تجربة درامية في مستوى التلفزة فقد أبهر بوشناق المتفرج من خلال اعتماده التقطيع السينمائي. وعلى نسمة أيضا نجد عملا آخر لمحمد علي ميهوب دار نانا وهو عمل اكتشفنا فيه لاول مرة في عمل تلفزيوني رباب السرايري مع سيدة الشاشة التونسية منى نورالدين ومحمد علي بن جمعة وميهوب رغم عمله الطويل في السينما والتلفزة كمساعد مخرج يحصل لأول مرة على فرصة اخراج عمل على قناة لها جمهورها الواسع وهو عمل منجز بكثير من الاتقان والحرفية بعيدا عن التهريج والابتذال. القناة الوطنية الأولى أسعدت جمهورها خلال هذا الموسم بعملين من أنتاجها هما سيتكوم زنقة الباشا والمايسترو لنجيب بلقاضي والأسعد الوسلاتي وهما من خريجي الجامعة التونسية في السينما والمسرح .العملان يمكن اعتبارهما من أنجح الاعمال التي قدمتها التلفزة الوطنية في سنواتها الأخيرة وكم كانت التلفزة الوطنية تحتاج الى أعمال كهذه لتستعيد مصداقيتها لدى الجمهور ونرجو أن تواصل المؤسسة في منح الفرصة لهذين المخرجين وغيرهما من الجيل الجديد والقطع مع عقلية غلق الأبواب فإلى متى سيبقى المخرج التونسي محروما من انجاز عمله الأول قبل الخمسين من عمره يعني على أبواب التقاعد مثل ما حصل لأحد المخرجين في السنوات الأخيرة ! وعلى قناة التاسعة يقدم المخرج مجدي السميري مسلسل «القضية رقم 460» وهو عمل ممتع فيه الكثير من الأبهار والسينما يعيش معه المتفرج في فانتازيا تجمع بين الخيال والواقع، ولم يقتصر تميز المخرجين التونسيين «الجدد» على الفضائيات التونسية بل أمتد الى الشقيقة الجزائر إذ خلق نصرالدين السهيلي بعمله «أولاد الحلال» الحدث في ثاني تجربة تلفزيونية له بعد مسلسل الريسك الذي بثته قناة حَنْبعل قبل سنوات. الجيل هذا النجاح لا يمكن إلا أن يسعد كل تونسي يحلم أن يكون الانتاج التونسي دائما في المرتبة الأولى ويؤكد أن تونس لها طاقات وكفاءات لا ينتظرون أكثر من منح الفرصة فمثلا نجيب مناصرية عمل لسنوات كمساعد مخرج وظل ينتطر فرصته الى حدود 2015 ليقدم عمله الأول الذي أحاطت به عديد المشاكل والصعوبات وكذلك نصرالدين السهيلي الذي لم يحصل الى حد اليوم على فرصة في مؤسسة التلفزة التونسية رغم كل المشاريع التي قدمها ومحمد علي ميهوب لم تمنحه المؤسسة العمومية الفرصة فوجدها في القطاع الخاص. آن لهؤلاء وغيرهم أن يمنحوا الأمكانيات اللازمة لتنفيذ مشاريعهم وأحلامهم.