عملية تجميع كبرى لعدد من الأحزاب السياسية ذات المرجعية الفكرية المُشتركة، عملية انطلقت بالنداء والمشروع وفُتحت على مكونات سياسية أخرى، من المنتظر أن تُحدث تغيّرا جذريا في المشهد السياسي التونسي. تونس «الشروق»: عقد قيادات حزب حركة نداء تونس (شق الحمامات) وقيادات مشروع تونس، في ساعة متاخرة من مساء يوم الخميس الفارط، لقاء يمكن اعتباره آخر الخطوات التأسيسية لإطار جامع بين الحزبين، حيث من المنتظر ان تندمج كتلة الحرة لمشروع تونس في كتلة النداء لتصبح الكتلة الثانية في البرلمان ب55 نائبا،ثم ستنطلق خطوات دمج الحزبين بشكل نهائي. حصيلة المشاورات النقاشات بين الحزبين توصلت الى وضع إطار عام لاندماجهما وبقيت بعض التفاصيل التي سيتم حسمها في الساعات القادمة قبل عقد ندوة صحفية والإعلان عن حصيلة مشاورات امتدت منذ شهر جوان 2018 الى الآن ،لكن العناصر الكبرى للاتفاق تقضي بأن تتولى سلمى اللومي قيادة الاطار السياسي الذي سيجمع الحزبين، ثم سيتولى محسن مرزوق منصب الأمانة العامة ليكون الشخصية الثانية بعد اللومي. أما باقي مكونات هذا الاطار السياسي فسيتم ضمنها المراوحة بين شخصيات ندائية وأخرى من المشروع ،لتكون الهيكلة العامة قريبة من ملامح نداء تونس «التاريخي» أي قبل فترة بداية الانقسامات او ما سُمّي «بحرب الشقوق «. لم الشمل المرحلة الأولى من لم شمل الندائيين انطلقت بين حركة نداء تونس وحركة مشروع تونس ،لكن من المنتظر ان تمتد لاحزاب أخرى تخوض نقاشات حاليا للانضمام الى هذا المشروع ومن بين هذه الأحزاب حزب البديل الذي يقوده مهدي جمعة إضافة الى حزب تونس أولا وحزب بني وطني الذي أسسه سعيد العايدي. توحيد هذه الأحزاب يمكن مقاربته في سياقين،السياق الأول يتعلق بتفاصيل اندماج هذه الأحزاب في اطار واحد،ويمكن توصيفه "بالمسار السياسي" أما السياق الثاني فهو إنتخابي بالأساس ،حيث أكد الأمين العام لحركة مشروع تونس حسونة الناصفي أن الحزب انطلق في مشاورات مع نداء تونس (مجموعة الحمامات)، بهدف وضع التفاصيل التى يمكن أن تجمع الحزبين من أجل خوض غمار الانتخابات القادمة بصفة موحدة. آليات التوحيد حسونة الناصفي أضاف في تصريح إعلامي أن «المشاورات متقدمة»، مشيرا إلى ان اللقاء القادم بين قيادات الحزبين سيكون يوم الاثنين المقبل وسيكون مخصصا للتشاور حول الآليات الكفيلة بتوحيد الحزبين. تكثّف نسق المشاورات في الفترة الأخيرة ومن المنتظر ان يتم الإعلان عن الحصيلة النهائية لما تم من نقاشات امتدت على أشهرقريبا لكن تبقى بعض النقاط تثير إشكالات بالنسبة لكل الأطراف الراغبة في الدخول الى هذا التحالف ،ومن اهم النقاط الخلافية تحديد شكل التحالف ومضمونه وتختلف المقاربات في هذا السياق بين من يرى أن التحالف يجب أن يكون في شكل الالتقاء داخل حزب واحد ومن يرى ان التحالف يجب ان يراعي خصوصية كل حزب مع تشكيل قائمات مشتركة في عدد من الدوائر الانتخابية. النداء الجديد من النقاط الأخرى التي لم يتم حسمها الى الآن تحديد الحاضن الحزبي لعملية التوحيد ،ان كان حزب النداء هو من سيستوعب الأحزاب الأخرى وبالتالي حصول عملية انصهار في النداء بتخلي الأحزاب الراغبة في الانضمام الى هذه المبادرة عن اسمائها ومراكز قياداتها،او سيتم الالتقاء داخل اطار حزبي جديد يدفع البعض في سياق تسميته «بالنداء الجديد». من العناصر الأساسية المحددة لمسار ووجهة هذا المشروع السياسي الجديد،ما سيقرّره القضاء في علاقة بملف حركة نداء تونس فإن بقي الصراع قائما بين مجموعة الحمامات ومجموعة المنستير دون حسم ينهي الخلاف كليّا،او ذهب القرار القضائي في سياق تمكين مجموعة المنستير من الشرعية القانونية فإنّ عملية توحيد هذه الأحزاب ستكون في إطار حزب جديد يتم إطلاق تسمية "النداء الجديد" عليه. أما اذا تم حسم الملف نهائيا لصالح مجموعة المنستير فمن المنتظر ان تحصل عملية انصهار لباقي الأحزاب في حزب النداء في محاولة لاستعادة «النداء التاريخي « برمزيته وثقله الشعبي. تشخيص المشهد السياسي ومستقبل الأحزاب ذات المرجعية الوسطية، إذا تقدمت للانتخابات التشريعية بشكل منفرد دفع الى ضرورة توحيدها في إطار واحد قادر على مواجهة حركة النهضة،الحزب المرشح لنيل الأغلبية، وهو ما يجعل هذه الأحزاب إن توحّدت قبل موعد الانتخابات او بعد الإعلان عن نتائجها ،قادرة على قلب التوازنات السياسية وإعادة المشهد الى ما يقارب صورة ما أفرزته انتخابات سنة 2014.