أطلق أهالي بنزرت ومتساكنو باب ماطر وجرزونة، صيحات فزع، بسبب آفة التلوث، التي الحقت اضرارا، بمحيط المناطق السكنية، مما جعل مكونات المجتمع المدني تطالب بإيقاف نزيف هذه الآفة. مكتب بنزرت (الشروق) ولوح الاهالي وعدد من الجمعيات البيئية بالتحرك والتصعيد، في انتظار ما ستسفر عنه الجلسة الاخيرة التي انتظمت، بمقر الولاية، حول موضوع الوضع البيئي، الذي طرح العديد من نقاط الاستفهام. ويعمل المهتمون بالشأن البيئي على التعجيل في نسق مشروع حماية بحيرة بنزرت من التلوث، والذي يعد اهم المشاريع، التي من المرتقب ان تحلحل اشكاليات بيئية كبرى بالجهة. تدخل السلط ضروري وكانت الجلسة قد عقدت، بحضور عدد من ممثلي الجمعيات والادارة الجهوية للحماية المدنية وعدد من المصالح ذات العلاقة بالبيئة والصحة وحماية المحيط فضلا عن وزارة الصناعة . هذه الجلسة، طالب خلالها المحتجون- ممثلو مجتمع مدني- بضرورة تدخل السلط الجهوية والوطنية، لتفعيل اليات الرقابة، للتصدي للتجاوزات الواقعة، من المصانع وايضا لمشاريع،التي اطلقت دون ان تحترم خصوصيات المعالم وارزاق العاملين في مجال الصيد البحري. تجاوزات بالجملة من جهته، اكد معتمد جرزونة محمد بوزيد ان الوضع الاجتماعي محتقن في ظل تجاوزات معمل السكر المتواصلة، رغم عقد جلسات متكررة الا ان هذه الوحدة الصناعية لم تلتزم بتعهداتها، في ما يتعلق بحلحلة اشكال التلوث المرافق للنشاط الصناعي، من ضجيج وانبعاثات غازية وافرازات صناعية . وتابع المعتمد انه من الضروري احترام الجانب الاجتماعي والتدخل العاجل والجدي للجهات المعنية وتحديد المسؤوليات واتخاذ قرارات صارمة لايقاف نزيف المخاطر الصحية لهذا المصنع المنتصب والمشغل لقرابة 500 عامل. نقاط سوداء من جانبه، افاد رئيس جمعية «بنزرت نظيفة» وسام زروق، ان الوضع البيئي حرج في ظل الاخلالات المستمرة، لبعض المصانع، واساسا شركة تونس للسكر، إذ ان عملية توسعة الميناء الخاص بها منذ سنة 2015، اضحت بمثابة نقطة سوداء، وخلقت اشكاليات للبحارة، في مستوى منطقة البياضة، فضلا عن عدم التزام شركة «المارينا» بتعهداتها منذ اطلاق المشروع الى حدود الساعة وفق ما اكده محدثنا الذي اضاف ان التجاوزات تتمثل في احياء المضخات الثلاث بالمرسى العتيق لاعادة دوران المياه به، وهي من التجاوزات البيئية. تفاقم الامراض الصدرية اما رئيس جمعية حماية البيئة والتنمية الاجتماعية ببنزرت ياسين المشيرقي فاكد ان الوضع البيئي خطير خاصة وان المؤشرات تفيد تفاقم الإصابات بالأمراض الصدرية، وانه يجب تفعيل مبدا الاستثمار والحفاظ على البيئة وكذلك الردع والتصدي للتجاوزات وفق اجراءات قانونية صارمة. كما مثلت المشاغل الاخرى، منها وضعية نقل الفحم البترولي بمعتمدية منزل بورقيبة وتأثيرات ذلك على البيئة والمحيط فضلا عن وضع المسالخ بالجهة. مشروع البحيرة من جهتها، اعتبرت رئيسة مشروع بحيرة بنزرت ذكرى الغربي ان المشروع حاليا في طور الدراسات ويشمل المناطق المحيطة بالبحيرة وتحديدا في مستوى مصادر التلوث من بينها التلوث الصناعي، مشيرة الى ان التمويل العمومي موجه خاصة لشركات الفولاذ والستير واسمنت بنزرت، في جانب المصفاة وما نتج عنها من تلوث هوائي . وتابعت قولها:» انه بالنسبة للشركات الخاصة، تم تنظيم ورشة بهدف انخراطها في ديناميكية، ازالة التلوث، من بينها مصنع السكر، مؤكدة انه من غير المقبول امام ضخامة الاستثمار تواصل حوادث إفراز النفايات في البحيرة . وخلصت ممثلة هذا المشروع انه تم رصد بالتنسيق مع وكالة حماية المحيط وكذلك الغرفة التجارية برنامج مراقبة ودعم واحاطة فنية لهذه الشركات الخاصة من اجل حلحلة الاشكاليات العالقة. قرارات اما والي بنزرت محمد الحبيب قويدر فتحدث عن استيفاء كل الجلسات والاجتماعات مع الشركات الملوثة وانه تم اقرار احالة ملف كل من شركة اسمنت بنزرت ومصنع السكر الى وزارتي الصناعة والبيئة ورفع مراسلة بغرض اتخاذ الاجراءات الملائمة . وتوقف الوالي عند مشاريع اعادة تأهيل محطات التطهير ببنزرتوماطر ومنزل بورقيبة وربط 11 من المناطق القروية بشبكة التطهير من بينها لواتة والعزيب وحريزة.