3 مراكز جديدة للنفايات الصناعية ومشروع الفوسفوجيبس عطّله المواطنون قال يوسف الزيدي المدير بالإدارة العامة للبيئة الصناعية التابعة لوزارة البيئة ل«التونسية» إنّ الوزارة بصدد إحكام الرقابة ودراسة آليات جديدة للحدّ من النفايات الصناعية التي تلقى في البحر أوتلك التي من شأنها أن تلوث الهواء. وكشف الزيدي أنّه يجري العمل على إصدار مواصفة جديدة تتعلق بنوعية الهواء وفي صورة تجاوز النسب المسموح بها يقع إعلام المواطنين وإعلان الخطر لكي يعرف الناس نوعية الهواء الذي يستنشقونه، مبينا أنّ هذه المواصفة هي الآن في لمساتها الأخيرة وسيتمّ قريبا المصادقة عليها . مواصفات جديدة وأشار إلى انه توجد مواصفة قديمة صدرت في 1994 بمساعدة المنظمة العالمية للصحة وتتعلق بنوعية الهواء في المحيط ونسبة التلوث ولكن سيتم وفق المواصفة الجديدة إتخاذ تدابير وإجراءات جديدة تهم إعلام المواطنين وتصل إلى حدّ غلق المصنع الملوث مذكّرا بوجود أمر يحدد لكل مصنع النسبة الأقصى للإنبعاثات الغازية التي لا يسمح بتجاوزها. وأكدّ الزيدي إنّه سيتم أيضا إصدار أمر يتعلق بملوثات المياه وخاصة الصناعية منها وفق رؤية وتصوّر جديدين. وقال إن وتيرة التجاوزات المرتكبة من قبل بعض الصناعيين ارتفعت بعد الثورة مبينا أن هذه المسألة لا يمكن نكرانها، وأنّ التقصير يكمن في عدم إحترام المواصفات والإجراءات الجاري بها العمل، هذا إلى جانب تراجع الرقابة بسبب حالة الإنفلات التي شهدتها البلاد. وأكدّ الزيدي انّ وزارة البيئة خيّرت التوجه إلى الصناعيين ومراقبتهم عن قرب لمعاينة النفايات التي تلقى في البحر مشيرا إلى انّه في صورة ثبوت وجود إخلالات ،فإن هناك محاضر تسجل ضدّ المخالفين الى جانب القضايا التي ترفع للمحاكم. 10 آلاف طنّ وأكدّ أن من أبرز الإخلالات الإنباعثات الغازية التي تكون نسبتها مرتفعة ولا تتماشى والمواصفات المطلوبة مبيّنا أنّ هناك عدة قوانين ومناشير للتصرّف في مثل هذه النفايات بعضها موجود منذ عدة سنوات وآخر تم إصدراه مؤخرا بالرائد الرسمي ويخص القطاعات الصناعية الملوثة كالآجر والإسمنت والأسمدة والفسفاط... ويكرس المراقبة الذاتية . وأضاف أنه تم إحداث ثلاثة مراكز جديدة لتجميع النفايات الصناعية بكلّ من بنزرت وصفاقس وقابس ،ملاحظا انّ هذه المراكز جاهزة ولكن يجري حاليا النظر في شكلها القانوني المؤسساتي تمهيدا لانطلاق عملها. وبيّن أنّ الدولة تجهّز هذه المراكز ثم تسندها الى مستغلين خواص يتولون التصرّف فيها مبيّنا أن طاقة استيعاب هذه المراكز الثلاثة تقدر ب10 آلاف طن سنويا. واعتبر ان وجود مثل هذه المراكز والتي ستعاضد مركز جرادو من شأنها أن تحلّ عدة اشكاليات في مجال التصرف في النفايات الصناعية مؤكدا ان الصناعي ليس لديه الآليات لمعالجة النفايات الصناعية إذ يقوم بعملية تخزين ظرفية للنفايات و وفق طاقة محدودة وبالتالي لابد من توفير مراكز للتصرف في تلك النفايات الخطرة. حلول فنية وقال ذات المصدر إنّ وزير البيئة أذن بتكوين لجنة متابعة تهتم بايجاد حلول لمشكل التلوث البحري في خليج قابس خاصة وان المجمع الكيميائي وعديد المصانع تلقي نفاياتها الصناعية في البحر، مؤكدا انه تم التوصل الى بعض الحلول الفنية لكن هناك اشكاليات تتعلق باختيار موقع ردم الفوسفوجيبس، مبينا أن الأهالي يرفضون المكان الذي يفترض أن ينجز فيه المصب. وفيما يتعلق بالتلوث في بحيرة بنزرت، قال إن هناك مشروعا بكلفة 200 مليون دينار صادق عليه مؤخرا مجلس نواب الشعب وسيهتم بمعالجة الوضع البيئي بالبحيرة خاصة وان هذه البحيرة عرفت انفلاتا كبيرا إبان الثورة مما أدى إلى تفاقم مشاكل التلوث خاصة أن عديد الصناعيين عمدوا الى إلقاء نفاياتهم في البحيرة. وكشف الزيدي انّ الدراسات الخاصة بحماية بحيرة بنزرت والحد من التلوث بها ستنطلق في الأشهر القليلة القديمة .