بَعد التعادل الأخير في سوسة يُمكن الجَزم بأن الترجي هو البطل المُنتظر ما لم تَحدث «مُعجزة» في الجولات المُتبقية من السباق. ويقف الترجي على بُعد تسع نقاط من ملاحقيه المباشرين وهما النجم و»السي .آس .آس» وذلك قبل أربع جولات من خط النهاية. وسيكون الترجي في حاجة إلى أربع نقاط على أقصى تَقدير ليُتوّج بصفة رسمية بالبطولة 29 في تاريخه. بن شريفية من جديد كان معز بن شريفية من العَناصر الفَاعلة والحَاسمة في مباراة سوسة. وهذا التألق هو تَكملة للدور البارز الذي قام به بن شريفية في المُباريات الكبيرة على الصعيدين المحلي والقاري. فقد ساهم معز في الفوز على «السي .آس .آس» بعد أن تصدى لضربة الجزاء التي نفّذها هنيد والتي اعتبرها البعض التصدي الأهمّ على درب اللّقب. وكان بن شريفية أيضا العنصر الأبرز في التعادل الصعب أمام «مازمبي» في «لوبومباشي» في نطاق إياب الدور نصف النهائي لرابطة الأبطال. ولكلّ ما تَقدّم استحق بن شريفية الإشادات الجماهيرية كما أنه سيترشّح برأس مرفوع للمشاركة مع المنتخب في «كَان» مصر خاصّة إذا واصل تألقه في «الفينال» القاري الكبير أمام الوداد يومي 24 و31 ماي بين الرباط ورادس. «تكتيك» ناجح ذهب الترجي إلى سوسة من أجل الفوز أوالتعادل وقد حقّق مُبتغاه بفضل العزيمة الكبيرة للاعبين والخيارات الفنية للمدرب. وخرج الفريق من أولمبي سوسة بنقطة من ذهب مُعتمدا على «تَكتيك» مُشابه لذلك الذي فاز به في المكان نفسه وضدّ الخصم عينه (في إياب الدور ربع النهائي لرابطة الأبطال لعام 2018). وانتهج الترجي التوجّهات نفسها تقريبا مع تغيير طفيف في بعض الأسماء (لوكازا مكان الخنيسي وبن شريفية بدل الجريدي). رقم قياسي أشار طبيب الترجي ياسين بن أحمد إلى أن الفريق يستعدّ لتحطيم الأرقام القياسية على مستوى عدد المباريات المحلية والقارية. وأكد بن أحمد أن الترجي خاض حوالي 60 مباراة محلية ودولية من ماي 2018 إلى يومنا هذا. ومن المُؤكد أن نادي «باب سويقة» لم يكن قادرا على مُجابهة هذا النسق «الماراطوني» لولا ثراء زاده البشري والعَمل الكبير للإطار الفني والمُشرفين على الجانبين البدني والطبي والحديث بالأساس عن صبري البوعزيزي والدكتور ياسين بن أحمد. رحلة المغرب من المُقرّر أن تنطلق رحلة الترجي إلى المغرب يوم الأربعاء القادم عبر طائرة خاصّة حِرصا على توفير كلّ سبل الراحة للاعبين تمهيدا لمُواجهة الوداد يوم 24 ماي في إطار ذهاب الدور النهائي لرابطة الأبطال. صافرة مصرية بعد جدل واسع وإنتظار طويل كشفت «الكَاف» عن الحكم الذي سيدير لقاء الوداد والترجي في المغرب. وقد تمّ تكليف المصري جهاد جريشة بقيادة هذه القمّة العربية - الإفريقية الكبيرة. ومن المعلوم أن الترجي كان قد طالب بتعيين الحكم الأنسب لهذا اللقاء تفاديا لما عاشه الفريق على يد الجزائري عبيد شارف في ذهاب الدور النهائي لرابطة الأبطال في 2018. كما أن المتاعب التي عاشها «السي .آس .آس» في ضيافة نهضة بركان ضاعفت بدورها من حجم التحرّكات والإحتياطات عشية الرحلة الترجية إلى المغرب. ومن المُقرّر أن يُواجه الترجي الوداد يوم 24 ماي في مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط بداية من الحادية عشرة ليلا. اضطرابات كُلّ المؤشرات تؤكد أن الوداد يعيش على وقع اضطرابات كبيرة. ذلك أن منافس الترجي على اللقب القاري لم يعرف للفوز طعما طيلة الجولات الخمس الأخيرة في الدوري المغربي. وقد أصبح اللقب المحلي تحت التهديد في ظل تقلص الفارق الذي يفصل الوداد عن مُلاحقه الرجاء إلى ثلاث نقاط فحسب ومن الواضح أن الشك تسلل إلى الإطار الفني بدليل التحويرات التي قام بها فوزي البنزرتي على مستوى تركيبة المُساعدين. ولاشك في أن كل هذه المعطيات تصبّ في مصلحة الترجي الذي يعيش انتعاشة كبيرة بفضل مسيرته الوردية في البطولة والكأس ورابطة الأبطال. بقي أن نشير إلى أن حالة الإرتباك التي ظهر بها الوداد تخدم حتما فريق الشعباني لكن هذا لا يعني مطلقا «الإفراط» في الثقة بحكم أن الوداد عتيد وقد يردّ الفعل بقوّة في «فينال» رابطة الأبطال تماما كما فعل مُواطنه الرجاء في «السُوبر» الإفريقي حيث كانت كلّ المؤشرات توحي بأفضلية الترجي غير أن الميدان نسف كلّ التوقّعات.