تولّد الرغبة والطموح في تجاوز الواقع والمعاناة والوصول الى مرتبة مشرفة، قوة خفية لدى الابطال ليصنعوا واقعا افضل كما هو الحال بالنسبة لضيفتنا اليوم البطلة البارالمبية روعة التليلي. روعة التليلي بطلة بارالمبية من مواليد 1989 بمدينة قفصة احرزت عديد التتويجات والأرقام القياسية في اختصاص رمي القرص خاصة، انتمت الى المنتخب الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة منذ 2006 وتمكنت البطلة روعة التليلي من اهداء تونس 12 ميدالية بين مشاركاتها في الالعاب البارالمبية (بيكين ولندن وريودجانيور) وبطولات عالمية. روعة التليلي حطمت الرقم القياسي العالمي في اختصاص رمي القرص في فيفري الفارط في بطولة الجائزة الكبرى لالعاب القوى بدبي بعد ان تمكنت من احراز رمية طولها 34.38 متر. كيف تقضي روعة التليلي يوم الصيام؟ في هذه الفترة نحن بصدد الاعداد لبطولة العالم والتي ستقام في دبي بداية من نوفمبر المقبل لكن تسبقها تصفيات تستوجب تحضيرات يومية، لذلك نتدرب حصتين في اليوم واحدة قبل موعد الافطار والثانية بعد الافطار. اذا هذه التحضيرات اجبرتك على هجر العائلة وبالتالي حرمانك من الاجواء العائلية في رمضان؟ في الحقيقة اكثر ما يقلقني في هذا الشهر المبارك هو تواجدي في الافطار بعيدا عن عائلتي، فانا الآن اقيم في نزل في وسط العاصمة وهو نزل متواضع خصصته الجامعة للرياضيين البارالمبيين حتى ان وجبة الافطار فيه لا ترتقي الى المستوى المطلوب ولا يمكن ان تكون مفيدة للرياضي. اجواء رمضان بعيدا عن العائلة تؤثر في نفسي كثيرا وتجعلني متأثرة الى اقصى حدّ خاصة لحظة آذان المغرب. الحمد لله على كل حال المهم ان أحقق طموحاتي وأتوّج بمزيد من الميداليات وأحقق انجازات تكون في قيمة التضحيات. فأنا أضحي من أجل أهدافي وطموحاتي وهي ليست المرة الاولى التي أقضي خلالها رمضان بعيدا عن العائلة. وماذا بعد الافطار والسهرية؟ بعد الافطار نخوض الحصة التدريبية الثانية ثم نكمل باقي السهرية عند صديقتنا سمية بوسعيد التي تفتح منزلها لاحتضاننا وهي التي تعوّض علينا حرمان الأجواء العائلية خاصة أننا نجتمع في بيتها ونتسامر ونحتسي الشاي والقهوة في جو عائلي ينسينا مرارة البعد عن الأهل.