توصف مدن رأس الجبل وغار الملح ورفراف ومدينة بنزرت بساحل ولاية بنزرت الشاهد على اهمية التوافد الاندلسي وهو العامل الحضاري الذي نتج عنه عادات جديدة في مستوى المأكل والملبس رغم تتالي الاجيال . من بين الدراسات التي اعتنت بالظاهرة الثقافية ما نشره الباحث محمد صالح الوسلاتي بعنوان « بنزرت من خلال التزاوج الحضاري التونسي الاندلسي» حيث لاحظ ان الهجرة الرابعة في سنتي 1609 و1610 اهم هجرة الأندلسيين حيث قدم هؤلاء المهاجرون الى تونس بعدد كبير قدره بعض المؤرخين بثمانين ألفا . واختار اصحاب الحرف الدقيقة حاضرة تونس (حومة الاندلس وباب سويقة وطرنجة ..) ومدينة بنزرت والوطن القبلي . كما استقر الفلاحون منهم بحوض مجردة (تستور وطبرقة وقلعة الاندلس ) وسهول وقرى الوطن القبلي سليمان وقرمبالية ومنطقة بنزرت (غار الملح ورفراف والعالية ورأس الجبل ومنزل جميل ومنزل عبد الرحمان وماطر . كما تعتبر «أوزاليس» التسمية القديمة للعالية من ابرز المعتمديات بولاية بنزرت التي تأثرت بالطابع الاندلسي في مستوى العدادات الاجتماعية وايضا اللباس والحرف. تقسيمات المدن والحمامات والجوامع حسب البحوث المنجزة فإن تقسيمات المدن وعدد من الفضاءات كالحمامات والجوامع على غرار الجامع الكبير بالعالية وحي الاندلس ببنزرتالمدينة تأثرت بالطابع الفني الاندلسي .كما اضيفت لهذه المناطق الفلاحية تقاليد جديدة في مستوى الزراعة . وأكد الباحث الدكتور بالجامعة التونسية «عماد صولة « في لقاء بالشروق ان الاندلسيين ساهموا بعديد الاضافات التي لا تزال حاضرة كعادات في البيوت البنزرتية الى اليوم منها في مستوى الاكلات أكلة الحلالم ولباس ما يزال قائما منها الفراشية وزراعات منها زراعة البطاطا برفراف الى حد الساعة وتقرديش الشاشية بالعالية.