من الظواهر الفاضحة والتي يندى لها الجبين في مجتمعات المسلمين أن ترى ذوي أجسام البغال الذين يعيثون في الأرض فساداً على مرأى ومسمع من الآخرين دون نكير وأن ترى قوماً أمثال الحوائط الصلبة أو الأعمدة الخرسانية وهم يجلسون على المقاهي ويرتادون المطاعم في وضح النهار في شهر رمضان بل يأكلون ويشربون في عرض الشارع ويقومون بإيذاء المسلمين في نهار رمضان دون حياء أو ضمير أو أخلاق وعلى مرأى ومسمع من الجميع وإذا أنكر عليهم أحدٌ احتجوا عليه كأنهم على صواب والاخرون هم المخطئون . والأعذار الشرعية المبيحة للفطر في نهار رمضان هي الحيض والنفاس بالنسبة للنساء خاصة بل يحرم عليهن الصيام مدة الحيض ومدة النفاس حتى يطهرن حتى ولو كن قادرات على الصيام فلا يجوز لهن الصيام بحال . والمريض الذي لا يرجى برؤه - أي الذي لا أمل في شفائه إلا أن يشاء الله - وكذلك المريض الذي يرجى برؤه فكلاهما يفطر اضطراراً لعذر المرض . وكذلك المسافر مسافة فوق الثمانين كيلو متراً له أن يصوم وله أن يفطر بشرط أن يكون سفره في طاعة الله تعالى فإن كان في معصيته فلا يجوز له الفطر وإن كان مضطراً فلا يحل له ما للمضطر جزاء معصيته . قال الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183)أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(184)شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ .