يحفظ التاريخ الفني لمحمد التريكي حضوره المتوهج العربي من خلال مشاركته في العديد من المهام الموسيقية، منها رحلته الى الجزائر سنة 1949 حيث انتدبه الأستاذ محي الدين باش تارزي للعمل معه في المسرح الغنائي. ويحفظ التاريخ للملحن الخالد محمد التريكي أنه كان صاحب أول لحن للنشيد الوطني الجزائري ««قسما» الذي كتبه الشاعر الكبير مفدي زكرياء. وقد كان الشهيد «عبّان رمضان» كلّف بعض المناضلين في الثورة الجزائرية بالاتصال بالشعراء وتكليف بعضهم بكتابة نشيد وطني للجزائر. وكان اللقاء بمفدي زكريا صدفة حيث كتب النشيد المعروف وذلك في صائفة 1955. وبعد ما نال النشيد إعجاب كل المجاهدين الكبار بدأت رحلة البحث عن لحن وقد تصادف ذلك مع زيارة وفد تونسي إلى المسرح الجزائري من بينهم الملحن الكبير محمد التريكي الذي وضع أول لحن للنشيد الوطني رفقة بعض المطربين التونسيين. وبعد تسجيل النشيد وجدت لجنة جبهة التحرير الوطني بعض الصعوبات لأن محمد التريكي وضع لكل بيت موسيقى ذات إيقاع خاص لذلك تقرّر إرسال النشيد إلى مصر حيث تم عرضه على موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ليقوم بتلحينه ولكنه اختار عند بعض المقاطع قبل أن يتولى الملحن محمد فوزي وضع لحن جديد للنشيد مع احتفاظه ببعض المقاطع التي وضعها محمد التريكي ليخرج النشيد الوطني الجزائري كما نعرفه حاليا. والجدير بالذكر أيضا أن أول نشيد وطني للجزائر كان قد وضع سنة 1936 وهو للشاعر مفدي زكريا أيضا وكان مرتبطا بحزب نجم شمال إفريقيا. وكان المناضلون من أبناء الحركة الوطنية يتغنون به في جميع المناسبات وبعد اندلاع الثورة عام 1954 وحدوث الاستقلال في صفوف الحزب تم إبعاد النشيد الأول لتبدأ رحلة البحث عن نشيد آخر. وفي عهد الاستقلال. عين محمد التريكي أستاذ موسيقى بالتربية القومية، وبالجيش الوطني، والحرس الوطني، واستاذا للموسيقى أيضا بوزارة الشباب والرياضة ثم أصبح متفقدا للموسيقى بالتربية القومية. يتبع