بالتوازي مع التعادل الثمين الذي عاد به الترجي من الرباط حقق الفريق نجاحا لافتا على المستوى التنظيمي وذلك بفضل الخبرات الواسعة لاثنين من جنود الكواليس وهما رئيس فرع الكرة رياض بالنور والمكلّف ب»البروتوكولات» خميس الدريدي. ولم يترك الترجي شيئا للصُدفة وأخذ كلّ الإحتياطات الضرورية لتكون الرحلة المغربية ناجحة بنسبة ألف بالمائة وقد كانت التحديات أصعب في ظلّ «الأزمة» التي عاشها «السي .آس .آس» أمام نهضة بركان فضلا عن العمليات «التمويهية» التي قام بها الوداد على صعيد الملعب الذي سيحتضن اللّقاء (الرباط / الدار البيضاء). الترجي تحصل بطريقته الخاصة على المعلومة اليقين وأدرك أن مباراة الذهاب ستدور في الرباط وبادر سفير الكرة التونسية بإرسال مبعوثه الخاصّ خميس الدريدي في مُناسبتين إلى المَملكة المغربية وتمّ الإتفاق على أن تنزل البعثة الترجية في الصخيرات التي تبعد حوالي 30 كيلومترا عن الرباط. وقد وجد الترجي كلّ سُبل الراحة في الصخيرات المعروفة لدى الكثيرين بدورها البارز في إحداث «التوافقات» بين الفرقاء اللّيبيين. وتحصل مبعوث الترجي على كل الضّمانات التي تُخوّل للبعثة التونسية الإقامة في الصخيرات في ظروف مُمتازة من حيث السكن والمعيشة وحتى الأمن تفاديا للتجاوزات التي عاشها «السي .آس .آس» في فندق الغرائب والعجائب (إطلاق صافرات الإنذار فجرا لإيقاظ اللاعبين والتشويش على تحضيراتهم لمباراة بركان). ولم يكتف الترجي بالتثبت من كل كبيرة وصغيرة على مستوى إقامته على ساحل الصخيرات بل أنه «راوغ» بطريقة ذكية خصمه الذي اعتقد أن البعثة التونسية ستنزل في الدار البيضاء خاصة في ظل التكتّم الشديد على برنامج الرحلة إلى درجة أن العضو الجامعي هشام بن عمران (وهو طيار في الأصل) لم يكن على اطلاع ب»المُخطّط» الذي جهّزه رياض بالنور ومن معه من مسؤولين ليضعوا الأشقاء في التسلّل مع تفادي «صخب» الجمهور والإعلام في الدار البيضاء. ومن الواضح أن النجاح التنظيمي رافقه نجاح ثان على الصعيد التحكيمي بما أن تحركات الترجي أثمرت تعيين طاقم «مُستقيم» وأعطى كلّ ذي حق حقه سواء تعلّق الأمر بقرارات الحكم الرئيسي جهاد جريشة أوأيضا بالمُساعدين والمُشرفين على تقنية الفيديو (الفار).