وَسط احتياطات كبيرة أنهى الترجي تحضيراته لمُواجهة الوداد في إطار ذهاب الدور النهائي لرابطة أبطال إفريقيا وذلك في ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط. وقد حرص الفريق على تَفادي كلّ الإشكاليات التنظيمية والتي من شأنها تَشتيت الأذهان في موعد يحتاج إلى أعلى درجات التركيز. فوضى عَارمة بالتوازي مع المضايقات والإعتداءات التي تعرّضت لها الجماهير الترجية المُتوافدة على المغرب، شهدت عملية بيع التذاكر فوضى عارمة و»صِدامات» دامية بين أحباء الوداد والسلطات الأمنية التي طالبت بالتعزيزات تفاديا للمزيد من «الانحرافات» على هامش هذه القمّة التي ستستقطب ما لا يقل عن 40 ألف مُشجّع. مَجانية الدخول وعد رئيس الوداد سعيد الناصري بتمكين أنصار الترجي من مُواكبة لقاء الرباط بصفة مجانية على أن تكون المعاملة بالمثل في مباراة الإياب يوم 31 ماي في رادس. والأمل كلّه أن يقع الإلتزام بهذا «الإتّفاق» حتى تُتابع الجماهير الصفراء والحمراء هذا «الدربي» المغاربي الكبير في ظروف طيبة وقد تُنسيها حجم «الرعب» الذي عاشته في الدار البيضاء بفعل هُجومات فئة من المُوالين للوداد. وكانت الجماهير الترجية قد تنقّلت بأعداد غفيرة إلى المغرب نُصرة للفريق في هذا الموعد القاري الكبير. لقجع يدعم فوزي حرص رئيس الإتحاد المغربي ونائب رئيس «الكَاف» فوزي لقجع على مساندة لاعبي الوداد والمدرب فوزي البنزرتي أملا في تحفيزهم على الانتصار والتَتويج برابطة الأبطال في موسم يحلم فيه لقجع بتغيير «مَوازين القُوى» لفائدة الأندية والمنتخبات المغربية (الوداد في رابطة الأبطال ونهضة بركان في كأس «الكَاف» فضلا عن منتخب «أسود الأطلس» في «الكَان»). خَيارات صَعبة ليس من الهيّن تحديد التشكيلة الأمثل والأفضل لمُواجهة الوداد وذلك لعدّة أسباب موضوعية منها ضغط النتيجة وافتقار بعض العَناصر للمقابلات الرسمية كما هو الحَال بالنسبة إلى الخنيسي والهوني فضلا عن شبح الإنذارات الذي يُهدّد سبعة أسماء بالتَمام والكمال. تبدو الخيارات صعبة لكن الشعباني سيتمكّن حتما من انتقاء الأسماء الأنسب والإختيار على الأسلوب الأنجع. وقد يُراهن مدرب الترجي على العناصر التالية: بن شريفية – الذوادي – شمّام – الدربالي (المسكيني) – بن محمّد – كُوليبالي – كُوم – الشعلالي – البدري – البلايلي – لوكازا (الخنيسي) هذه التوجّهات تَتّسم بالتوازن وقد أثبتت نجاعتها في لقاءات سابقة حسمها الترجي بالفوز أوالتعادل وحقّقت هذه الخيارات المطلوب على صعيد النتيجة مُقابل غياب الأداء وهذا ما سيعمل الشعباني على تَفاديه في مُواجهة الليلة أمام الوداد. وتبقى فرضية إجراء بعض التَغييرات واردة خاصّة في ظل وجود عدة بدائل بوسعها أن تظهر في التشكيلة وتُساهم في العودة بنتيجة ايجابية كما هو الشأن بالنسبة إلى بقير والهوني والجويني واليعقوبي... بين الترجي وجريشة من المعروف أن «الكَاف» اختارت الحكم المصري جهاد جريشة لإدارة الشّوط الأوّل من «الفِينال» الإفريقي بين الترجي والوداد. ويُمكن القول إن عَلاقة الترجي مع جريشة تَنقسم إلى مرحلتين وقد اتّسمت الفترة الأولى بالتوتّر خاصّة بعد أن ساد الإعتقاد في صفوف «المكشخين» بأن الحكم المصري من «هُواة» التعادلات (حصل ذلك في مُواجهة الترجي ل»غُورماهيا» الكيني والنادي البنزرتي وكاد أن يحصل الأمر نفسه أمام «السي .آس .آس» لولا تصدّي بن شريفية لضربة جزاء هنيد والمحافظة على تقدّم الترجي بهدفين لهدف). أمّا الفترة الثانية من علاقة الترجي مع جريشة فإنها سجلت تحسّنا ملحوظا في منسوب الثقة خاصّة بعد أن كان الحكم المصري شاهدا على فوز «المكشخين» على قسنطينة في عُقر دارها (ذهاب الدور ربع النهائي للنسخة الحالية من رابطة الأبطال). ولاشك في أن لقاء اللّيلة أمام الوداد سيشكّل اختبارا جديدا لعلاقة الترجي مع جريشة الذي لا نَحسبه يقع في المحظور كما حصل مع الجزائري عبيد شارف في ذهاب الدور النهائي للنسخة الفارطة من «الشُومبيانزليغ». ونبقى مع الجانب التحكيمي لنشير إلى أن تقنية «الفَار» سيشرف عليها الحكم الأثيبوبي المُتميّز «والعادل» «باملاك تيسيما» وهو ما يُعزّز بدوره الثقة في التحكيم الذي كان من النقاط الداكنة في «فينال» النسخة الفارطة من رابطة الأبطال الشيء الذي دفع «الكَاف» إلى «التحري» قد المستطاع في التعيينات تجنّبا لتكرار فضيحة عبيد شارف في لقاء الأهلي والترجي في مصر.