مع اقتراب الدور النهائي لرابطة الأبطال وكأس الكنفدرالية الإفريقية اشتعلت الأجواء وارتفعت لهجة الخِطاب من مصر إلى المغرب عَبر تونس. وقد جاءت التَصريحات الأخيرة لرئيس الإتحاد المغربي والرئيس الشَرفي لنهضة بركان فوزي لقجع لتساهم في حدة حِدّة التَوتّر الذي يَسبق الصِّدامين العربيين - الإفريقيين بين الترجي والوداد من جهة ونهضة بركان والزمالك من جِهة ثانية. حَادثة بركان ألهبت الأجواء من المعلوم أن «السي .آس .آس» كان قد نزل ضيفا على نهضة بركان بتاريخ 5 ماي وعاش سفير الكرة التونسية «كابوسا» مزعجا بسبب الإنسحاب المُرّ والمرفوق بتجاوزات تنظيمية كبيرة فضلا عن النهاية العَنيفة للقاء بعد أن اختار بعض لاعبي النادي الصفاقسي «النَيل» من طاقم التحكيم بتُهمة الإنحياز المفضوح ل»فريق الرئيس». والحديث هنا عن «الرئيس الشرفي» لبركان وقائد الإتحاد المغربي ونائب رئيس «الكَاف» فوزي لقجع «المُتّهم» في المغرب وخارجه بإستغلال نفوذه الواسع لخدمة نهضة بركان «القزم» الذي تحوّل في لمح البصر إلى «عملاق» (ولو أن البعض وفيهم مدربنا فوزي البنزرتي يعتبرون أن «النهضة البركانية» فريق مُمتاز من الناحية الكروية ولم تكن نجاحاته القارية بمحض الصّدفة). وقد تسبّبت أحداث بركان في تداعيات خَطيرة في صفاقس كما أنها ألقت بظلالها على تحضيرات الترجيين و»الزملكاوية» خاصّة أن الفريقين التونسي والمصري سيكونا في ضيافة الوداد ونهضة بركان بمناسبة ذهاب الدورين النهائيين لرابطة الأبطال وكأس «الكاف» (24 و19 ماي في المغرب). مرتضى منصور يسكب الزيت على النار استغل الرئيس «الظاهرة» للزمالك مرتضى منصور أحداث بركان ليهاجم الطرف المغربي بطريقته «الشَعبوية» و»الكاريكاتورية» المعروفة. ومن الواضح أن الرجل «تلقّف» أزمة «السي .آس .آس» ليضغط على مسؤولي بركان ويُورّطهم في «حرب كلامية» وهي من الأساليب المعمول بها عشية مِثل هذه النهائيات الكبيرة. ولئن انتهج مرتضى منصور «الحَرب المُعلنة» فإن الترجي اختار «الحَرب الباردة» وذلك ما تجسّم من خلال الضغط على «الكَاف» لتعيين أحسن الحكام لإدارة «فينال» رابطة الأبطال ضدّ الوداد الذي يبدو أنه «يجنقل» أيضا بطريقته الخاصّة. وهذا ما قد تؤكده «أزمة» الملعب الذي سيستضيف فيه فريق البنزرتي الترجي يوم 24 ماي. وكان من المفروض أن يستقبل الوداد الترجيين في الرباط غير أن السلطات أعلنت في الساعات الأخيرة جَاهزية مركب محمّد الخامس في الدار البيضاء وهو ما قد يُعيد توزيع الأوراق (هذه الضّبابية من شأنها أن تُؤثر تنظيميا و»نفسيا» في الترجي الذي مازال يترقب قرار «الكاف» لمعرفة مكان تعيين مُواجهته للوداد). لقجع يردّ بقوّة بعد التصريحات المثيرة لمرتضى منصور لم يقدر المغربي فوزي لقجع على كتم غضبه وقد تحدّث هذا المسؤول النافذ و»الغامض» وقال كلاما مُوجعا في حقّ المصريين والتونسيين على حدّ السواء. وأكد لقجع أن العَقدين الأخيرين شهدا عدة تتويجات قارية لفائدة المنتخبات والأندية المصرية وكذلك التونسية مُقابل «حَصيلة» هزيلة للمغرب في إشارة واضحة وضوح الشمس إلى استفادة مصر وتونس من التحكيم. وأضاف لقجع أن لجنة الحكام في «الكَاف» كانت بالأمس القريب بين أياد مصرية وتونسية (في شخص طارق بوشماوي). وتكلّم لقجع بلغة فيها الكثير من التّحدي عندما بادر بدعوة مرتضى منصور إلى «مُناظرة» على الملأ للحسم في هوية الجهات المسيطرة على «اللّعبة» في القارة الإفريقية وذهب لقجع أبعد من ذلك ليؤكد أن نهضة بركان على استعداد تام للإنسحاب من «فينال» كأس «الكاف» والتنازل عن مقعدها لفائدة «السي .آس .آس» إذا ثبت وجود أي لبس في الأهداف الثلاثة التي سجلها الفريق المغربي في شباك النادي الصفاقسي. كما أكد لقجع أن «النهضة البركانية» بريئة براءة الذئب من دم يوسف بخصوص تشغيل صافرات الإنذار فجرا في الفندق الذي أقامت فيه بعثة «السي .آس .آس». كما يتّهم لقجع لاعبي النادي الصفاقسي بتدخين «الشيشة» وهوما أدى بصفة آلية إلى تشغيل جهاز الإنذار. ولم ينس لقجع طبعا أن يُظهر «وطنيته» الكبيرة واعتزازه الشديد بالإنتماء إلى المغرب التي ستستقبل حسب قوله الجماهير المصرية والتونسية بالأحضان تكريسا للحَفاوة العالية التي تُميّز الأشقاء. «بالمكشوف» لاشك في أن المُتوغّل في ثنايا الخطاب الصادر عن لقجع يدرك بما لا يدع مجالا للشك بأن الرجل نقل «صِراعه» ضدّ «الحِلف المصري - التونسي» من الكواليس إلى العَلن. ولم يُعد خافيا على أحد أن اتحادات تونس ومصر والمغرب بقيادة الجريء وأبو ريدة ولقجع انخرطت في لعبة «التحالفات» و»الزّعامات» وبات من الواضح أن الطرف التونسي يقف مِثله مثل «شريكه» المصري في الصف «المُعادي» لفوزي لقجع الذي يعيش في «صحفة العسل» مع رئيس «الكاف» وهو الملغاشي أحمد أحمد. ومن المؤكد أن حديث لقجع عن النجاحات القارية لمصر وتونس في العشريتين الأخيرتين يُثبت أيضا أن الرجل يريد تغيير «موازين القوى» لفائدة الجمعيات والمنتخبات المغربية (الفرصة ملائمة في ظل تواجد المغرب في «الكان» وبلوغ نهضة بركان والوداد نهائي كأسي إفريقيا). وبَعيدا عن هذه «الحروب» الكروية «المُخزية» بين العَرب نتمنى من «العقلاء» تغليب صوت الحكمة والإنتصار للأخوّة بدل خطابات التَفرقة من أجل «جلد منفوخ» فسادا من الرّباط إلى مسقط مرورا بالمنزه.