الشروق تونس: يبدو أن مظاهر الانفلات في عقر بيت الدولة أصبحت من أهم أسباب تفشي الانفلات ومفهوم الإفلات من العقاب في الشارع التونسي. بل إنه عندما تصبح أمس الإدارة التونسية وفي مقدمتها «الزي الرسمي» L›UNIFORME أو هندام العمل بلا معنى أو قيمة تصبح الدولة مجرد آمر صرف تدفع أجور أعوانها ولا تفرض عليهم أبسط أبجديات نظام العمل الداخلية مثل حلق اللّحي والهندام اللائق. وفي خضم هذه المعطيات يحق التساؤل ما هي الرسالة التي يتلقاها الشارع التونسي عندما يشاهد كهلا في جلباب ولحيته طولها 20 سنتمترا بصدد قيادة سيارة إدارية أو سواق حافلات لحاهم أطول من لحية «بن لادن» أو «الأعور». والأغرب من ذلك أن ظاهرة اللّحي المطلوقة وصلت حتى إلى حجابة بعض الوزراء فيما تحولت ربطة العنق إلى استثناء في عدد من الادارات. إن الاشتغال في دواليب الدولة هو بمثابة الامتياز الذي يفرض التقيد الكامل بضوابطها التي يكرسها قانون الوظيفة العمومية وسائر الأوامر والمناشير ذات الصلة بزي العمل وهو شروط الهندام أو المظهر اللائق لأن هيبة الدولة تبدأ من الشكل.