تونس (الشروق) تقع مدينة قابس بالجنوب الشرقي للبلاد التونسيّة وتحمل إسم مركز الولاية وخليج قابس وتبعد قرابة 405كلم عن العاصمة تونس. وآقترن تأسيسها القديم بموقعها الإستراتيجي برّا وبحرا وبإشعاعها الرابط للمشرق بالمغرب ممّا أهّلها لتكُون ممرّا تجاريا شهيرا ونشيطا لقُربها من الولايات بجنوبها الغربي والشرقي ومن موانئ جربة وجرجيس صفاقس وقرقنة وكذلك من مطارات قابسمطماطة – جربة – صفاقس وقفصة قصر. وتحيط بمدينة قابس واحة نخيل خلابة تمثل إرثا بيئيا واقتصاديا واجتماعيا لما تمتاز به من منتوجات متنوعة كالتمور والرّمان والحناء إضافة للخضر والغلال وساهمت الواحة في ولادة العديد من المهن والحرف التقليدية التي تروّج منتوجاتها بالأسواق الداخلية والخارجية. وأصبحت المدينة وأحوازها قطبا صناعيا انتصب به عديد المؤسسات الكبرى في قطاعات النفط والصناعات الكيميائية خصوصا ممّا جعلها وجهة لليد العاملة وللتزايد السكاني الذي تجاوز 170 ألف نسمة ينتشرون في أحياء المنزل – جارة – سيدي بولبابة – مطرش – حي المنارة – الأمل – طبلبو وغيرها إضافة إلى «حزام» من المدن مثل غنوش – بوشمة – وذرف – المطوية وغيرها. وتاريخيا سكن البربر الأوائل قابس وأسّسوا بها مدينة «تكاب القديمة» وتدلّ على ذلك المقابر البربرية النموذجية وأتى بعدهم الفينيقيون في القرن الثاني قبل الميلاد ثم الرومان التي عرفت قابس في عهدهم باسم «تكابي» والفُتوحات الإسلامية خلال القرن السابع للميلاد. وشهدت المدينة طيلة تاريخها عديد المعارك والغزوات والفتوحات «الطامعة» والمبشرة وآخرها الاستعمار الفرنسي وما تعرّضت له من دمار من قبل القوات الألمانية سنة 1943. وفي العشريات الأخيرة شهدت المدينة توسّعا عمرانيا وتعددا في الأنشطة الإقتصادية والصناعية خصوصا التي اقترنت بتحولات تنموية متجانس وطبيعة موقعها الاستراتيجي وتنوع ثرواتها وقدرة «القوابسية» على التفاعل الإنصهاري مع هذا الحركي الذي أهل مدينة قابس لتكون عاصمة جديدة لجهة الجنوب الشرقي تدعم الاقتصاد الوطني بعديد الخصوصيات برغم شدائد المؤثرة للواقع البيئي على جودة الحياة الجهة .