تونس - الشروق ولد الشيخ الفاضل مصطفى كمال التارزي سنة 1921 بتونس وتوفي سنة 2000 بالمرسى وتخرّج من بجامع الزيتونة المعمور في العلوم الشرعية في اختصاص المذهب الحنفي وعُرف الشيخ مصطفى بولعه المبكّر بالمتابعة والمساهمة الفاعلة في الأنشطة الدينية والثقافية والاجتماعية وامتهن التدريس بعدد من المعاهد الثانوية والإرتقاء اللاّحق لخطة الإرشاد والتوجيه في مادة التربية الإسلامية والوطنية وتولّى عدّة مسؤوليات سامية في مجال اختصاصه ودرس بالكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين وساهم في إحداث وإصلاح عديد الشعب الزيتونية صحبة الشيخ الفاضل بن عاشور وكانت له بصمات في تنظيم المشهد الديني عند إشرافه على الشؤون الدينية بتونس وأسّس مجلّة «الهداية» سنة 1973 لنشر الثقافة الإسلامية الخالصة. وترأس الشيخ التارزي عديد الجمعيات وشارك في أهمّ الملتقيات الإسلامية العلمية بالخارج وانتخب عضوا في عدّة منظمات ورابطات ومؤتمرات إسلامية إقليمية ودولية وأثرى الشيخ مصطفى المكتبة الوطنية بعدّة تأليفات في مجال «علومه» أبرزت قدرته على البحث والاجتهاد في علوم الفقه والفكر الإسلامي والتعمق في القضايا بوعي ديني يتسم بالحكمة والمعاصرة والمسايرة فاتحا للحوار بعيدا عن فتن التعصب وترك الرّاحل تراثا تأليفيا نافعا للأجيال مثل «الوحي وختم الرّسالة في الإسلام» و»أضواء على السُنّة» وغيرها كثير ووجبت الإشارة إلى أنّ ابنته الأستاذة «سلوى التارزي» أهدت مكتبة والدها إلى جامعة الزيتونة لينتفع بها الأساتذة والباحثون والطلبة لما تحتويه من كنوز راقية في أمهات المراجع الخالدة.