عاصر محمد التريكي على امتداد حياته أبرز أعلام الفكر والفن أمثال الطاهر الحداد وأبي القاسم الشابي واحمد الوافي وجماعة تحت السور أمثال علي الدوعاجي وعبد الرزاق كرباكة والهادي العبيدي وبيرم التونسي ومحمد العريبي … وقد كانت له رحلة فنية متفردة مع الفنانتين حسيبة رشدي وهناء راشد فالأولى تزوجها والثانية اكتشفها. دخلت حسيبة رشدي المجال الفني بمساعدة من الفنانة فتحية خيري التي قدمتها بدورها الى البشير الرصايصي وفي باريس سجلت أول شريط لها تحت إشراف الفنان محمد الجموسي والفنان محمد التريكي التي أحبّها وتزوجها ووفّر لها شعراء وملحنين على غرار الهادي الجويني وقدّور الصرارفي وعلي السريتي غير ان هذا الزواج لم يعمر طويلا . كانت حسيبة أول فنانة تونسية تسافر الى مصر وكان ذلك في أربعينات القرن الماضي، حيث تحصلت على دور البطولة في فيلم مصري بعنوان «دماء في الصحراء» مع عماد حمدي وابراهيم عمارة ومحمد توفيق. عادت الى تونس في الخمسينات وشاركت في العديد من الأفلام التونسية منها «الثائر» (1968) و«صراخ» لعمار الخليفي (1972) و«تحت مطر الخريف» لأحمد الخشين، و«خليفة الأقرع» (1976) لحمودة بن حليمة و«يا سلطان المدينة» للمنصف ذويب (1992)، كما شاركت في بعض أفلام النوري بوزيد.. لكن يبقى أول فيلم لها في تونس هو «جحا» لجاك مواتي، مع عمر الشريف وكلوديا كاردينال. تجربة حسيبة رشدي في مصر دامت 15 سنة، استطاعت خلالها أن تجمع حولها قاعدة جماهيرية كبيرة، أما هناء راشد فهي ابنة الراقصة «فليفلة» الشامية، وخالتها الفنانة بهية الشامية، أمها كانت من أبطال أول فيلم سينمائي تونسي وهو فيلم «مجنون القيروان» الذي صوّر عام 1936، وقال عنها بيرم التونسي في جريدته «الشباب» «إن اللّه خلق فليفلة الشامية لتكون راقصة». تمكنت في ظرف وجيز من لفت انتباه أسماء بارزة في ميدان التلحين والشعر كسيد شطا ومحمد التريكي والشاعر أحمد خير الدين كان محمد التريكي حريصا على متابعة خطواتها الفنية حتى كسبت الرهان كصوت له خصوصياته في عالم الاغنية. والى جانب حسيبة رشدي وهناء راشد برز محمد التريكي بألحانه لفتحيه خيري حتى سنية مبارك يوم 27 فيفري 1998 أسلم محمد التريكي الروح الى باريها تاركا إرثا موسيقيا وفنيا خالدا. انتهى