يأتي شهر رمضان، ويقضى الناس معظم نهارهم في تلاوة القرآن الكريم ويكاد يكون ليل رمضان عند كثير من الناس لا يقضى إلا في تلاوة القرآن الكريم الرجال والنساء البنون والبنات على سواء وكل هذه أمور بفضل الله تعالى حسنة ومبشرة بالخير ومؤهلة إلى السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة ولكن يعكّر صفو هذه السعادة ويحول دون تحقيق الفوز المنشود في دار الخلود أن الكثيرين ممن يقرأون كتاب الله تعالى لا يتأدبون معه بآداب التلاوة التي يجب عليهم مراعاتها كما أن الكثيرين منهم لا يراعون أحكام التلاوة وكأنهم يقرأون جريدة أو يقرأون كتاباً عادياً وهذا سلوك خاطئ لأن فيه امتهاناً لكتاب الله تعالى وسوء أدب معه فإن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أميُّ لا يقرأ ولا يكتب قال الله تعالى له : ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ(16)إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ(17)فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ(18)ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ فلا حجة لأحد بعده يقرأ القرآن بغير متابعة أو يتلوه دون مراعاة أحكام التلاوة التي قال الله تعالى لرسوله، وأمته من بعده : ﴿ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ وهذا أمر للوجوب والفرضية العينية على كل من يريد تلاوة القرآن الكريم وأن من لا يلتزم بذلك يأثم إثماً كبيراً كما قال بذلك العلماء .