القصور (الشروق) القصور مدينة عريقة، جذورها ضاربة في التاريخ تأسست قبل أن يطأها الرومان. وهي المدينة البربرية التي أسست على الدواميس والحفر أو ما يعرف بالمساكن المحفورة في الأرض وكانت آنذاك تحمل اسم «ألتيسيرا» وذلك حسب الآثار الموجودة إلى الآن بربوعها في هنشير «هلة» نسبة إلى الأميرة الرومانية التي استقرت بها. فالتسمية بالقصور سابقة للعهد الروماني. وأصل الكلمة حسب ما أثبتته الدراسات أمازيغي ولا يعني القصر بمفهومه العربي الإسلامي بل يعني المسكن المحفور في الجبل. فالقصور تعرف بأرض الدواميس حتى أن البعض يذهب إلى أنها مدينة عائمة فوق جبال من المعادن والذهب والكنوز وذلك في أسلوب رمزي يعكس تردي الأوضاع الاجتماعية لبعض متساكنيها وارتفاع نسبة البطالة بها وذلك على الرغم من قلة سكانها وتواصل نشاط وحدتين لإنتاج المياه المعدنية المتدفقة من العيون الطبيعية بعين القصية وعين ميزاب وفق طاقة تشغيلية تقدر ب700 عامل بين مختضين وغيرهم. وتعرف المدينة بأراضيها الخصبة ووفرة مياهها العذبة وسوقها الأسبوعية التي تميزت بتواتر انتصابها منذ أواخر القرن 19 إلى الآن بما هي مقصد للتجار والفلاحين من مختلف الجهات. كما اشتهرت المدينة بوليها الصالح سيدي منصور القصوري الشريف الحسني وجامعه المشهور وقد دفن بها منذ 5 قرون أي سنة 855 هجري وهو من ذرية الأدارسة الأشراف بالمغرب الأقصى. بها مبان قديمة متداعية للسقوط تحمل الشكل المعماري القائم على الأقواس بالسوق القديم وغيره وقد تمت إزالتها بالكامل من أجل انطلاق أشغال بعث بناءات عصرية تغير الوجهة الحضرية والجمالية للمدينة. القصور تعرف بطيبة أخلاق أهاليها وحسن استقبالهم للضيوف والوافدين على الجهة للاستمتاع بجمال موقعها على منحدر جبل زهيلة، تنشط بها الصافية الرياضية بالقصور، رقعتها الترابية مترامية الأطراف من أرض «ورتان» التي تعرف بثرواتها الفسفاطية المنسية على مستوى منطقة « بانو» وهي تمتد أيضا على مسافة 40 كلم من قيراطة عين القصيبة إلى عين فضيل عبر العفسات والزيتونة واللواتة وتحدها شمالا أرض الدهماني على مستوى الخراشفة وسيدي مبارك وغربا منطقة تالة التابعة لولاية القصرين وجنوبا منطقتي الروحية ومكثر من ولاية سليانة وزنفور من معتمدية السرس ولاية الكاف.