تونس «الشروق»: تتواجد بمدينة قفصة 35 زاوية لأولياء الله الصالحين والتي تنتشر متقاربة في الأحياء السكنية إلى جانب عدد من مساجد الصلاة في دلالة على المدّ الإسلامي إلى جانب كثرة علماء الدين وشيوخ الدعوة والفقه بالجهة ممّن أشعّوا جهويا ووطنيا خصوصا. ومن بين هذه الزاويا زاوية وجامع سيدي منصور المنتصبة بحي الدوالي على مشارف واحات قفصة ووادي بياش أو ما يعرف بوادي الذهب في علاقة بمياهه ورماله التي صدرها المستعمر الفرنسي لتصنيع أرقى أنواع الأواني البلورية. وتتداول «الحكاوي» الشعبية المتوارثة بأن سيدي منصور ينتسب إلى «الأدارسة» وقدم لتونس من الساقية الحمراء وهو أصيل مدينة فاس المغربية في القرن الخامس عشر ميلادي وتوفي سنة 850 هجري. وطاب به المقام بمدينة قفصة وعرف بورعه وعلمه الديني الواسع وجالسه وتتلمذ على يديه العديد من أتباعه ومريديه وتوزّع أولاد سيدي منصور «الدالي» للعيش بسيدي بوزيد وقفصة وبعض مدن الكاف والساحل التونسي. ودفن سيدي منصور بزاويته بقفصة وحذوه ابنه وحفيده. وتكريما لبركاته ولسيرته المجيدة وإشعاعه لازال سكان قفصة والدوالي يقبلُون فرادى وجماعات على أداء «الزيارات» لزاويته للتبرّك بمقامه وسيرته وأداء الصلوات والأدعية والشعائر الدينية المحمدية الخالصة وتلتصق الزاوية بجامع الصلاة الذي يؤمّه يوميا مصلّوا الحي السكني بالدوالي وما جاوره.