تونس (الشروق) ولد أبو سعيد خلف بن يحي التميمي الباجي سنة 1156 في قرية باجة على مقربة من منوبة وتوفي سنة 1230 بجبل المنار على بعد 20 كلم شمال شرق العاصمة تونس وانتقل في بداية حياته للعاصمة لتلقي الدروس في جامع الزيتونة المعمور وتتلمذ على الشيخ شعيب أبو مدين وعُرف بآعتكافه لأوقات طويلة بجامع باب بحر وقلّة اختلاطه بعامّة النّاس وهو شخصية دينية قامت على التصوّف والزّهد برغم انحداره من عائلة ثرية وقدم لجبل المنار واستوطن به وعُرف عن «سيدي بوسعيد» ورعه الديني وطاعته وتقرّبه للخالق سعيا لمرضاته بوافر الخشوع والاستقامة في وفاء للمذهب المالكي وعقيدة أهل السنّة والجماعة وذاع صيتُه علمًا وكرمًا ومناقب وكرامات فاضلة وتقديمه للدّروس وإدارة النقاش في علُوم الدين لكثير من أتباعه ومحبّيه ممّن جالسُوه ولازموُه في حياته أمثال سيدي أبو الحسن الشاذلي إضافة إلى عالية المقام السيدة المنوبية ويبرز إشعاع الولي الصالح أبو سعيد بارتباط «مدينته» بأجيال متعاقبة من المتدينين الزاهدين والصالحين الذين تكثُر مراقدهم بالجهة على غرار الأسياد بوسعيد – الجبالي- الشبعان – الظريف – بوفارس وغيرهم كثر من الأشراف الذين أعْلى شأنهم تبرّكا الأحياء. ووجبت الإشارة إلى أنّ سيدي أبي سعيد الباجي رحل سنة 1207 للحجّ ومكث بمكة ثلاثة سنوات ثم انتقل للشام للإحتكاك بعلمائها وعاد لتونس سنة 1209م لتدريس كتب ابن الجوزي والقشيري خصوصا وبوفاته زادت شهرته وأصبح مقامه مزارا وخلال القرن الثامن عشر تكفل حسين باي ببناء مسجد وزاوية بها قبر أبي سعيد تقام به صلوات الخمس والجمعة وتنتظم سنويا وكلّ صيف «خرجت» لهذا الولي الصالح في تقليد يعُود إلى أكثر من 400 سنة إضافة إلى موسم الزيارة الصّيفية لأتباع الشاذلية. ومن هنا تبقى جهة سيدي بوسعيد موقعا شهيرا يعبق بالتّاريخ الأصيل وبوليّها الصّالح النّافع في التّوحيد لنشر الْخير والتّعايش الإنساني