أصبح من المألوف وبات من العادات الراسخة في أذهان الكثيرين أن شهر رمضان يميز عن غيره من الشهور بكثرة أنواره في الشوارع وفى المحال العامة والخاصة حتى أن الأطفال سابقوا الكبار في ذلك ابتهاجاً وفرحاً بقدوم هذا الشهر الفضيل , وامتدت سلاسل الأنوار تحزم (وتحيط بالمساجد) من كل جوانبها وترتفع إلى عنان السماء من المآذن . وهذه عادة غريبة وسلوك مرفوض في شهر رمضان وفى غير شهر رمضان فإن الإسراف مذموم بوجه عام وفى كل الأحوال قال تعالى : ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ(31)قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(32)قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾.فأمر الله تعالى عباده بأخذ الزينة المؤهلة للوقوف بين يديه سبحانه من ملابس طاهرة وطهارة الأعضاء بالاستنجاء والوضوء أو الغسلثم المكان الطاهر وهي أرض الله تعالى كلها إلا موضع المقبرة وموضع الحمام ومَبارِك الإبل ومواضع القاذورات والنجاسات ونحوها وفيما عدا ذلك فكل أرض الله تعالى طاهرة، وصالحة للصلاة ومع ذلك نهى الله تعالى عن الإسراف في سائر أحوال حياة المسلم كلها ، لأن الله تعالى لا يحب المسرفين في كل الأحوال.