تعتبر زينب رضي الله عنها مجاهدة من الدرجة الأولى، فقد تربت في بيت النبوة بيت الجهاد والمكرمة، ونشأت مع أبيها رسول الله وأمها خديجة رضي الله عنها ، وحضرت حصر المسلمين في شعب أبي طالب، لذلك تعتبر من السابقين إلى الإسلام الذين عانوا الكثير وجاهدوا في مكة قبل الهجرة النبوية إلى المدينة. وكانت رضي الله عنها مستهدفة من المشركين؛ لأنها ابنة الرسول فقد كانوا يحرضون عليها زوجها أبا العاص بن الربيع ليطلقها ويعرضون عليه أن يزوجوه أجمل ما يشاء من بناتهم، فرفض ذلك فترصدوا لها في طريق هجرتها إلى أبيها في المدينة حيث أفزعها هبار بن الأسود بن المطلب، ونافع بن عبد عمرو بالرمح وهي في هودجها، وكانت حاملا فنزفت وطرحت جنينها. كما صبرت على بقاء زوجها على الشرك فترة من الزمان حتى أنه اشترك مع المشركين في غزوة بدر الكبرى ، فأسر لدى المسلمين، فأرسلت قلادتها التي أهدتها لها أمها خديجة لتفك عنه الأسر، ثم إنها أجارته بعدما هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسرته سرية من سرايا المسلمين وهو عائد من الشام في عير لقريش، فأجاب الرسول على إجارتها له بالقبول إلا أنه أخبرها أنها لا تحل له حتى يُسلم، ثم ردّ عليه صلى الله عليه وسلم تجارته وماله، فعاد إلى قريش وسلم لهم أموالهم ثم عاد إلى المدينة معلنا إسلامه ، فكان إسلام أبي العاص بن الربيع في العام السابع من الهجرة، بينما كان إسلامها قبله بمكة بأكثر من ثماني عشرة سنة رضي الله عنها. وتوفيت رضي الله عنها في العام الثامن من الهجرة .