تونس (الشروق) الولي الصالح أبو الحسن علي الأبرقي الشهير بالحطّاب نسبة إلى بيعه للحطب قصد تأمين عيش عائلته خلال إقامته بمنطقة الشاذلية قرب المرناقية والتي تسمّى اليوم باسمه إلى جانب زاويته العامرة. هذا ولم يتوافق المؤرّخون على تحديد تاريخ ولادته وتوفي سيدي علي الحطّاب سنة 1271م. ويعدُّ سيدي علي الحطّاب من أبرز رجالات التصوّف من خلال ثباته على المكارم الرّوحية تعبّدا وزهدا وعلما. هذا وأخلص وليّنا الصالح في إكرام أبي الحسن الشاذلي القادم من المغرب سنة 1223م. وتوسّع هذا المجلس لاحقا ليشمل أيضا أبي الحفص عمر الجاسوسي والذين أسّسوا الطريقة «الشاذلية» لتندمج في قطب سيدي أبي سعيد الباجي الذي يعدّ الرّاعي لسيدي علي الحطّاب. وبمرور الزمن كثر أتباعهم بالمجالس التي تعقد بربوة المنار وجبل التوبة سابقا. وعرف سيدي علي الحطّاب بممارسة التدريس وبكثير من البركات والخوارق التي زادت في أعداد أحبته ومريديه في حياته ومماته. وأقيمت لسيدي علي الحطّاب زاوية تحمل اسمه إضافة للقرية التي أصبحت مقصدا للزيارة والتبرك ولقراءة الفاتحة والدعاء وكل له نواياه ومقاصده الصادقة وأيضا للشرب من ماء ماجله. وعلى امتداد عشريات خلت يتواصل احتضان زاوية وقرية سيدي علي الحطّاب لمهرجان ولينا الصالح الذي يقبل عليه زوّار من الجهة وما جاورها لأداء «الزيارة» وحضور فعاليات المهرجان الذي يتضمن فقرات متنوعة من الثراء التراثي الذي تزخر به الجهة.