تنتظم من 25 الى 27 ماي الجاري الدورة 33 لمهرجان سيدي علي الحطاب بمشاركة ثلة من الأساتذة الجامعيين، وأبرز الشعراء الشعبيين في جو احتفالي، وتراثي، واستعراضي، فمن هو سيدي علي الحطاب وما هي الخصائص المعمارية والهندسية لمقامه الشهير؟ أجمعت مختلف المصادر على أن سيدي علي الحطاب توفي عام 671ه ودفن بشاذلة في نفس المكان الذي توجد به زاويته حاليا، وتشير بعض المصادر الى أن ولادته تعود الى بداية القرن الثالث عشر ميلادي، وهو أحد الاربعين من أصحاب أي الحسن الشاذلي مركز التصوف المرابطي بافريقية، ويقول الشاذلي في مذكراته: «بينما كنت في مصلى العيدين بنهج المرحالياوجدت بها حطابا يبيع حملا من الحطب فسألته عن شاذلة فحملني اليها وهناك تعرفت بأبي عبد الله الحبيبي وأبي حفص الجسوسي...» وعلى هذا الثالوث قامت الطريقة الشاذلية ثم استقطبت بقية المريدين من أمثال أبي الحسن علي القرجاني، وسالم التباسي (قرب طبربة) وحسن السيجومي وللامنوبية والسيدة الطبربية وغيرهم من المريدين الذينانقطعوا لعبادة الله وتفرغوا للذكر ومجاهدة النفس. تباشير الصوفية وتأتينا من زاية سيدي علي الحطاب تباشير صوفية التي هبت في الماضي على منطقة منوبة، وقد خلدت الذاكرة هذا العلم البارز من أهل الصلاح، والزهد وتواترت أخبار بركاته، وخوارقه الكثيرة. ويقصد زاوية الشيخ الحطاب أناس يأتون من كل حدب وصوب لمواكبة «الحضرة» والمشاركة في «الزيارة»، وقد ولد الرجل غير بعيد عن هذه الضاحية الغربية لمدينة تونس، وتحديدا بمنطقة «شاذلة» تماما مثل القطب الصوفي الكبير سيدي أبي الحسن الشاذلي. معمار رائع ويعتبر مقام الشيخ الحطاب زاوية ومصلى وثيقة فنية على درجة عالية من الصدق لا فقط من حيث قيمتها، بل من حيث تمثيلها للطابع المعماري المغربي، وإن امتد نظرك لهذا المعلم التاريخي الهام ليرى القباب الدائرية ذات البياض الناصع، فانك تتذكر للتو سبب هندستها التي تشبه هندسة زاوية شيخ آخر من شيوخ الصوفية، وهو سيدي محرز بن خلف، حامي مدينة تونس وحارسها الأول، فالشكل العثماني هو نفسه، وتوزيع القباب هو ذاته، وخصوصا القبة الرئيسية التي ترتكز على قاعدة مدورة تتخللها سلسلة من النوافذ الصغيرة.