مكتب نابل (الشروق) تعتبر مدينة نابل عاصمة الفخار الى جانب جربة وللوطن القبلي رابط تاريخي ضارب في القدم مع صناعة الفخار التي تعود الى العصور القديمة اذ أكد المؤرخون ان الفخار كان يصنع في نابل أو نيابوليس على شكل أوان، منها الجرار لخزن الزيت وقلال لاستجلاب الماء من الآبار والعيون وحفظه وكانت ورشات صنع الفخار كثيرة بنابل وتصدّر بواسطة المراكب الى كل المدن المجاورة في حوض المتوسط وقد عثر المؤرخون أثناء حفرياتهم بنابل ودار شعبان والحمامات على بقايا قلال وجرار وأوان. لكن مجد الفخار بنابل يرجع الى نهاية القرن السادس عشر حين ازدهرت صناعته بقدوم حرفيين من جزيرة جربة باحثين عن اسواق جديدة وقد وجدوا في مناجم الطين بالمنطقة مادة أولية جيدة ومتوفرة فاستوطنت عدة أسر أصيلة جزيرة جربة مدينة نابل حتى أطلق على حي الفخار المسمى بحي الجرابة وعلى ورشة صناعة الفخار دار جرابةأو القلالين وكانت جل الورشات تتجمع في حي واحد يسمى القلتة . وقد تخصص حرفيو الفخار القادمين من جزيرة جربة في نوع من الفخار الاصيل والبسيط ويسمى بالشواط والذي كان من اختصاصقلالةبجربة . واشتهر خزف نابل بخصوصيته في اللون والشكل وهو خزف مطلي بأكسيد الرصاص الذي استجلبه الاندلسيون مع طلاء بألوان متميزة منها الاصفر والأخضر الى جانب زركشة بيضاء وزرقاء اضافة للخزف التقليدي المسمى بالخزف العربي ذو الالوان القسطلية المرسومة على مساحات صفراء داكنة وهو يعود الى قدوم الخزافين من جربة بداية القرن 17 وفي بداية القرن العشرين انتشر صنف جديد من الخزف يتميز بتعدد الالوان والرسوم والتفنن في الزركشة التي تجلب السياح.