خلال النصف الأخير من شهر رمضان، يكون الجسم متكيفا تماما مع عملية الصيام ويخضع القولون والكبد والكلى والجلد لفترة عملية التخلص من السموم ووفقا للمختصين الصيام يصحح ذلك، على نحو يسمح للجسم بتوجيه الانتباه إلى وظائف أخرى. لذا يفيد الصيام الجسم عن طريق تسهيل الشفاء ومنع الالتهابات ومكافحتها». وتعرف عملية طرح الجسم للسموم بأنها آلية فزيولوجية للتخلص منه وتنظيف الجسم منها أو تحويلها من خلال أنشطة ووظائف أجهزته المختلفة. وعادة يختزن الجسم مستويات معينة من هذه السموم التي تدخله من الغذاء، وتعاطي الأدوية، أو بفعل العوامل البيئية كالتلوث، فضلا عما تسببه الدهون المؤكسدة والكوليسترول الضار، أو بسبب قصور أو تلف بعض أجهزة الجسم وعدم قيامها بوظائفها كعسر الهضم، واضطرابات القولون، وكسل الكبد أو الكلى. ويتعامل جسم الإنسان مع السموم بطريقة من ثلاث المحايدة، والتحويل، والتخلص، فعديد من مضادات الأكسدة تحايد الجزيئات الطليقة، ويحول الكبد مواد سامة إلى عوامل غير ضارة. في حين أن الدم يحمل الفضلات كي يتخلص منها، كما أن الكبد يحمل الفضلات من خلال الصفراء إلى الأمعاء حيث يتم التخلص منها أيضا. وتخرج الفضلات من جسم الإنسان في صورة إفراز العرق أو الإخراج، موضحة أنه خلال الصوم تتحول كميات كبيرة من الشحوم المختزنة في الجسم إلى الكبد حتى تؤكسد وينتفع بها، وتستخرج منها السموم الذائبة فيها، وتُزال سُمِّيتها، ويتم التخلص منها مع نفايات الجسد. ويقوم الكبد كذلك بالتهام المواد الدقيقة التالفة مثل دقائق الكربون التي تصل إلى الدم. وفي أثناء الصيام تكون هذه الخلايا في أعلى معدل كفاءتها للقيام بوظائفها، فتقوم بالتهام البكتيريا بعد أن تهاجمها الأجسام المضادة المتراصة. فضلا عن أن هدم الغذاء في التمثيل الغذائي خلال الصوم أكثر من عمليات البناء، ولذلك فإن فرصة طرح السموم المتراكمة في الخلايا تزداد خلال فترة الصوم، ويزداد أيضاً نشاط الخلايا الكبدية في إزالة سُمِّية كثير من المواد السامة».