في مباراة غريبة عجيبة توقّف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية في حدود الدقيقة 60 على تقدّم الترجي بهدف لصفر سجله يوسف البلايلي. وقد تمّ ايقاف اللّعب بعد أن وقع إكتشاف العَطب الحاصل في "تقنية الفيديو" وظهرت العديد من المُحاولات لتطويق الأزمة ومواصلة المباراة لحفظ ماء الوجه غير أن الطرفان التونسي والمغربي اتّفقا على أن لا يتّفقا. ورفض الفريق المغربي اللعب دون حل إشكال "الفار" وقام الضيوف ب "الإحتراز" على تعطيل تقنية الفيديو ليفتحوا بذلك جدلا قانونيا كبيرا خاصة أن الأمر يتعلّق بسابقة تاريخية في النهائيات الإفريقية. وفي الوقت الذي كانت تشير فيه كل المؤشرات أن اللقاء مهدّد ب"التعليق" أعلن الحكم الغمبي عن قراره النهائي والمتمثّل في منح الفوز للترجي وقد حصل ذلك في حدود الواحدة صباحا (اللقاء انطلق في العاشرة). وتُوّج بذلك الترجي بكأسه الإفريقية الرابعة في سيناريو مجنون. العقوبات فرضت التغييرات فرضت العقوبات التأديبية والحسابات الفنية إجراء جملة من التغييرات في تشكيلتي الشعباني والبنزرتي. وقد راهن مدرب الترجي على الجريدي واليعقوبي وبقير لتعويض الثلاثي المُعاقب والمُتكوّن من بن شريفية والذوادي والشعلالي وشهدت تشكيلة الترجي تحويرا رابعا تمثّل في إقحام الخنيسي منذ البداية وذلك مكان النيجيري "لوكازا". ومن الواضح أن هذا التعديل مَردّه الخبرات الكبيرة للخنيسي بمِثل هذه المواعيد الثقيلة. ومن جهته، أجرى البنزرتي جملة من التحويرات خاصّة في ظل العقوبة المُسلطة على ابراهيم النقّاش وأشرف داري ومن المُلاحظ أن مدرب الوداد اختار الهجوم بأيمن الحسوني منذ البداية وذلك على عكس الذهاب عندما ظهر أثناء اللعب. حذر واضح اتّسم أداء الترجي في الدقائق الأولى بالحذر واكتفى فريق الشعباني بإمتصاص ضغط الضيوف الذين كانوا أمام حتمية التهديف لتدارك النتيجة الحاصلة في الرباط والتي تخدم مصلحة الترجيين. الترجي يستفيق بعد حوالي 20 دقيقة تحسّن الأداء الهجومي للترجي وكانت البداية بالفرصة التي تحصّل عليها سعد بقير. هذا قبل أن يهدّد الترجي مرمى أحمد التكناوتي عبر عملية هجومية قادها البدري والدربالي الصّاعد لمعاضدة الهجوم. لمسة يد واضحة طالب الترجي بضربة جزاء بعد أن لمست تسديدة سعد بقير يد أحد مدافعي الوداد وقد تجاهل الحكم الغمبي "باكاري غاساما" احتجاجات الفريق التونسي مُعتبرا أن العملية عادية ولا تستوجب الإعلان عن ضربة جزاء. وقد أثبتت الصُورة التلفزية في مرحلة مُوالية أن الحكم حَرم الترجي من ضربة جزاء لا غُبار عليها. البلايلي حاسم في الدقيقة 41 استفاد الترجي من "الصّنعة" الكبيرة لنجمه الجزائري يوسف البلايلي ليهزّ الشباك المغربية ويُشعل المدرّجات التي كانت في حاجة ماسّة إلى هذا الهدف لتطمئنّ القلوب على مصير اللّقب. هدف الترجي جاء بتصويبة جمعت بين القوة والجمالية وقد كانت العملية مسبوقة بعمل رائع من أيمن بن محمّد الذي تحكّم في الكرة ثمّ قام بتمريرها نحو البلايلي ليتخلّص بدوره من مدافع الوداد ويضع الكرة في الزاوية البعيدة. الترجي يلعب بالنار بمجرّد العودة من حجرات الملابس تحصّل الوداد على فرصة لا تُعوّض ليعيد اللقاء إلى نقطة الصفر وقد أفلت أيمن الحسوني في الدقيقة 51 من المحاصرة وكان قاب قوسين أوأدنى من مُغالطة الجريدي لولا سوء التصرف في الفرصة المُتاحة على بعد أمتار معدودة من الشباك الترجية. وقد طالب لاعبو الوداد على هامش هذه الفرصة بضربة جزاء بحجّة لمس اليعقوبي للكرة بيده قبل أن تُغادر الميدان. وألحّ الضيوف على اللجوء إلى تقنية الفيديو غير أن الحكم الغمبي تجاهل مطلب الوداديين وأمر بمواصلة اللّعب خاصة أنه لم يتلق أية إشارة من المشرفين على "الفار" بقيادة الزمبي "جاني سيكازوي". متاعب متواصلة بعد عملية أيمن الحسوني واصل الوداد الضغط وقد شكل للأمانة خطرا كبيرا على دفاع الترجي الذي كاد أن يدفع غاليا ثمن تراجعه على الخلف في سيناريو مُشابه لما حصل في الشوط الثاني من لقاء الرباط. وعاش جمهور الترجي لحظات صعبة عندما سجل الفريق المغربي هدف التعادل قبل أن يُلغيه المساعد بداعي التسلّل. فوضى عارمة خرج اللقاء عن السيطرة وتوقف اللّعب في ظل الإحتجاجات الكبيرة من الضيوف على تغييب "الفَار" الذي اتضح أنه "مُعطّل". وقد وظهرت المقذوفات واجتاح مدرّبو ومسؤولو الفريقين الميدان وانتظر الجميع استئناف المباراة لكن دون جدوى.