تونس (الشروق) ولد الأديب محمد المرزوقي في 22 سبتمبر 1916 بجهة دوز «الشاعرة» وتوفي بتونس العاصمة في 14 نوفمبر 1981. وعلى غرار أبناء جيله تعلّم حروف العربية على «لُوح» الكتّاب وحفظ القرآن الكريم بمسقط رأسه ورحل لتونس العاصمة على «أرجل» التحدّي تسبقُه عزيمة أجداده «المرازيق» ممّن طوّعوا الصّحراء وقاوموا الإستعمار ونشروا مجالس الأشعار. وبتونس العاصمة واصل تعليمه الزيتوني بداية من سنة 1930 وأحرز به على شهادتيْ الأهلية إضافة الى ديبلُوم المدرسة الخلدونية. وانتسب المرزوقي مبكّرا لعدّة جمعيات دينية وثقافية وأدبية وللحزب الحرّ الدستوري الجديد. وولع «سيدي محمد» بالصحافة وكتب لجرائد العمل والنهضة وولع بشدّة بعالم الثقافة فانخرط في مجلس الأدباء لجيله الأصيل بمقهى «الهنا» بباب الجديد بمعيّة الهادي العبيدي – الحبيب شبشوب – عبد المجيد بن جدو والحضور «الزائر» اللافت لشيخ الأدباء محمد العربي الكبادي وغيرهم كثر. ونشط محمد المرزوقي أيضا بنادي الرشيدية الذي كان يلتئم بداريْ الأصرم والدريبة القديمة صحبة عثمان الكعاك – جلال الدين النقاش – محمود بورقيبة- خميس الترنان وغيرهم ممّن ساندوا وطنية الرشيدية لتحجيم «رأس» الفن اليهودي الهابط. وهذه المهن والمجالس ساهمت في إثراء جُذُور موهبة المرزوقي التي غذاها بعشق المطالعة وحيازة أمهات الكتب لتلوين مصادر ومراجع معارفه التي تلبي ميولاته. وانعكست هذه التلوينات على غزارة فكره الذي أفرز كاتبا قديرا وفير العطاء وأثرى المكتبة الوطنية بأرقى ابداعاته المتفردة في تاريخ المعارك والثورات الوطنية وتقديم المدن والأعلام. وعكس حبّه للشعر الشعبي بتأليف عديد الكتب التي تهم البدو وسيرات التراث الشعبي إضافة إلى مجموعات قصصية وشعرية. وكتب المرزوقي محققة تتعدى متجمعة الثلاثين أثرا وكتابات صحفية راقية بعديد الجرائد وصدر هذا العبير الفواح للشاعر والناقد والباحث محمد المرزوقي في حياته ومماته من سنة 1961 إلى 2002. وساهم محمد المرزوقي في جمع التراث الشعبي وتناول إضاءاته وكنوز مآثر «نظمه» وطقوسه في برامج إذاعية لنشره بين الأجيال المتعاقبة باعتباره أثرا لثراء المخزون التراثي بالبلاد. وبرغم ما قدّمه الأديب «الجامع» محمد المرزوقي من «عطاءات» للمدونة التونسية فإنه بقي يعاني الجحود لسيرته وأثره وتراخت عديد الهياكل المتدخلة في جمع مخطوطاته التي لم تر النور إلا بعد الثورة وفاء وتقديرا للأب الأدب الشعبي التونسي.