في شهر نوفمبر تحلّ الذكرى الثلاثين لرحيل الشاعر والباحث في الأدب الشعبي محمد المرزوقي الذي أغنى المكتبة التونسية بما لا يقلّ الثمانين عنوانا في مجالات الأدب والفنون والتاريخ والمسرح الى جانب عطائه الصحفي ونضاله السياسي وقصائده التي تغنّت بها صليحة خاصة. هذا العطاء الكبير والأستثنائي في التأسيس من فرقة بلدية تونس للتمثيل التي كان من أبرز العناصر الموقّعة على نداء المثقفين والصحفيين من أجل تأسيسها الى أتحاد الكتّاب الى أتحاد الشعراء الشعبيين ومجلّته «المحفل»الى مجلّة «صدى الصحراء»في مسقط رأسه دوز.. .كل هذا لم يكن كافيا لينال محمد المرزوقي المكانة التي كان من المفروض أن ينالها بسبب ضيق النظام السّابق بأسمه حتّى وهو في القبر بعد أن لمع أسم منصف المرزوقي كمعارض شرس للنظّام مطلع التسعينات وقد كان بروز أسم منصف المرزوقي كافيا لإسدال الستار على محمد المرزوقي الذي تحوّلت ذكرى وفاته والملتقى الذي يحمل أسمه الى مناسبة باهتة كثيرا ما تمرّ في صمت على خلاف كل الملتقيات الأخرى لأن أسمه يذكّر النظام بأسم أخر مزعج لأنه أعلن رفضه للسّلطة بوضوح. فقد كنت من بين الذين حاولوا طويلا لفت النظر الى ضرورة أحياء ذكرى محمد المرزوقي بطبع أعماله الكاملة ونشر ما لم ينشر منها وضمان دورية تنظيم ملتقاه وطبع أعماله لكن في كل مرّة أتاكد أن الحاجز أكبر من وزارة الثقافة التي لم يخف أي وزير من وزرائها حماسه للمشروع لكن بلا جدوى لأنّ هناك أرادة لطمس هذا الأسم أقوى من الجميع. الأن وقد تغيّرت كل شئ ،هل تنتبه وزارة الثقافة الى ضرورة أحياء ذكرى محمد المرزوقي الشاعر والكاتب المسرحي والباحث وتتذكّر الأوساط المهتمة بالتاريخ ذكرى هذا المناضل الذي عانى السجن والأبعاد من أجل حرية تونس وأستقلالها. فوزير الثقافة كان من بين الذين تتلمذوا على يدي المرحوم محمد المرزوقي في بداية إلتحاقه بالمعهد الوطني للأثار الذي عمل فيه محمد المرزوقي بكثير من الجدية والحماس والمثابرة من أجل نفض الغبار على أثار تونس في المعمار والأدب والفنون. هل يعود محمد المرزوقي الى الواجهة بعد ثلاثون عاما من الغياب ؟