يعتبر خميس ترنان من الذين ساهموا بشكل كبير وملحوظ في نشر الاغنية التونسية والتعريف بها كذلك الالوان الفنية الاخرى التي عرف بها في مطلع حياته الفنية. فقد سجل على اسطوانات بيضافون مجموعة من الاغاني والموشحات والمواويل من النوع البغدادي والعروبي التونسي، وعدة تقاسيم منفردة على آلة العود المفضلة لديه. يتجاوز عدد الاسطوانات المسجلة المائة اسطوانة من انشاده وعزفه، كما سجل ايضا في باريس اسطوانات عديدة، لكنها للأسف فُقدت لعدم وجود أرشيف للأعمال الموسيقية. بدأت رحلة خميس ترنان مع التلحين سنة 1928وله من العمر 34 سنة وأول لحن كان «هل درى ظبي الحمى» في مقام رمل الماية وقد كان لهذا اللحن الوقع الحسن في نفوس المستمعين. وقد خص صليحة بأول لحن وكان ذلك سنة 1941 وخصّها بروائع ألحانه حيث شدت بأروع وأعذب ألحانه، ليس بينها واحد يشبه الآخر في الأسلوب وليس منها لحن لم يبلغ أقصى مراتب التقدير والاعجاب حتى بلغت معه مجدا فنيا خالدا على مر الزمان بتلحينه ولحّن لشافية رشدي التي عاصرته في المعهد الرشيدي منذ تأسيسه، كما لحن لفتحية خيري وشبيلة راشد ابنة صليحة، وآخر مطربة لحّن لها هي نعمة. بادر خميس الترنان بتلحين قصيد «يا زهرة غضت» خصيصا للفنانة فتحية خيري عندما التحقت بالرشيدية التي انطلقت في حفظها والتمرن عليها ...وحدث ان وصلت فتحية خيري عن موعد احدى حصص التمارين متأخرا فوصلها صوت صليحة وهي تتمرّن على القصيد ..امر حز في نفسها كثيرا لتقرر الانسحاب من الرشيدية رغم محاولات اثنائها على هذا القرار هذا القصيد بادر خميس الترنان بتسجيله بصوته: يا زهرة غضت وضاع أريجها فقطفتها قرب المياه صباحا والليل أذرف دمعه مترقرقا في كمها فبدا به وضاحا وتزخرفت بزبرجد وبعسجد وبفضة رانت ربو وبطاحا ما للنسيم يئن حزنا بعد ما ألقى عليك من الحنان جنانا يهواك لكن ساءه يا زهرة أن لا يقبل ثغرك الفواحا لما درى أن الفراق بلا لقا جعل الهبوب على الفراق نياحا يا ليت كفي ما جنتك قساوة آه لقد هيجت لي الاقراحا ذكرتني تلك الأيام التي عني نأت ومضت وأبقت مدمعي سفاحا يتبع