نودع شهر رمضان بكل خصوصياته الدينية والابداعية التي حفلت بها قنواتنا التلفزيونية بدرجة اولى ... انتاجات درامية وسلسلات هزلية مسابقات و«مقالب» متعددة تحت مسمى «الكاميرا الخفية». الإنتاج الدرامي بمختلف انواعه كان له حضوره البارز في مختلف القنوات التلفزيونية.. ووسط ومن خلال هذا التنوع برزت عديد الأسماء التي صنعت الفرجة والفرح وتميزت بتوهجها المتفرد في الأدوار التي جسدتها في هذه الاعمال بقطع النظر عن المستوى المقدم لهذه الانتاجات. شهدت دراما رمضان هذا العام عودة الممثل الكبير حسين المحنوش الى التمثيل بعد غياب امتد على أكثر من 10 سنوات ...«العاتي» أكّد في «نوبة» عبد الحميد بوشناق انه من طينة المبدعين المتفردين ... ممثل على درجة عالية من الحرفية والعطاء دون من ولا مواربة. حسين المحنوش ممثل من الزمن الجميل أكد انه لم ينته رغم مروره بوضع صحي صعب ... حرفية برز بها أيضا في «مسرح العائلة» على الوطنية الأولى... هذا النجاح الاستثنائي قال عنه الروائي الكبير الدكتور عبد القادر بن الحاج نصر. «...عاد حسين محنوش، الفنّان الكبير، الصّديق العزيز إلى دائرة الأضواء فهلّل له عشّاق الأعمال الدراميّة لأنّ عودته أسعدتهم، ولأنّه وقف على الرّكح وأمام الكاميرا فأقنع وقد تجلّت إمكانياته الفنيّة المتميّزة. في مسلسل «النّوبة» تسلطن حسين محنوش بأدائه الرّائع فأعطى المسلسل إضافة وافية لذلك نقول شكرا للمخرج الشّابّ وشكرا للقناة وتحيّة اعتزاز وتقدير للفنّان الرّائع حسين محنوش...». ...هذا الامر ينسحب على سيدة الشاشة الصغيرة التونسية دليلة المفتاحي التي كان لها حضورها المتوهج في « شورب2»... ممثلة من طراز نادر.. تفاعل حرفي مع الدور الذي جسدته وقدمت من خلاله درسا في الحرفية واتقان خصوصيات الشخصية في العمل وقدمت مريم بن حسين دورا جديدا «حارسة السجن» في مسلسل «المايسترو» اكدت من خلاله انها مبدعة قادرة على التعاطي مع مختلف الأدوار بحرفية واتقان وإقناع دون ان ننسى الصادق الطرابلسي وغانم ا لزرلي. رباب السرايري .. المفاجأة اجمع كل المتابعين من نقاد واهل الاختصاص في المجال الفني لسلسلة «دار نانا» ان رباب السرايري «عزيزة» مثلت المفاجأة السعيدة في هذه السلسلة من خلال حضورها المبهر شانها في ذلك محمد علي بن جمعة في ذات السلسلة والذي أكد من خلال دوره انه من طينة الممثلين الذين يحرصون على كسب الرهان في كل دور يتم تجسيده بكل جدية وحرفية وايمان واقناع. وتبقى منى نورالدين رائدة في مجالها وهي التي كانت نعم الحاضن والمدعم لأميرة الشبلي وبلال البريكي وعزيز الجبالي في «دار نانا» التي نجح يونس الفارحي في ان يكون هو أيضا رقما بارزا فيها. وبرز مسلسل «القضية 460»بحبكته الدرامية وجمالية الصورة وقد حرص المخرج مجدي السميري فيه على توفير كل متطلبات نجاحه من خلال تألق عدد من الممثّلين على غرار نادية بو ستّة، نجيب بالقاضي ومحمد مراد. لا أحد يمكن له التشكيك في قيمة جعفر القاسمي في التمثيل... لكن – وهذا بشهادة أهل الاختصاص- لم يقنعه هذا الممثل في «الهربة» التي لم نجد لها تصنيفا.. فهل هي ضمن «السيتكومات» او «السلسلات» او «المسلسلات»... مواقف غلب عليها التهريج والصراخ والتكلف.. مما خلف خيبة لدى الجمهور ... وخاب انتظار الجمهور في « قسمة وخيان» التي تفتقد الى روح الفكاهة التلقائية الامر الذي دفع بسامي الفهري الى التحدث الى الجمهور عبر وسائل الاتصال الحديثة لاستفسارهم ومعرفة موقفهم من هذه السلسلة لكريم الغربي وبسام الحمراوي فكان هناك شبه اجماع عن خيبة طالتهم هذه الخيبة طالت أيضا رانية التومي التي اكتشفناها اول مرة مقدمة للنشرة الجوية في عملين مختلفين في رمضان «الهربة» و«مشاعر» ...مشاركة كانت دون المنتظر على اعتبار ان التمثيل له طقوسه وخصوصياته ونواميسه التي لا محيد عنها ... فالوجه الجميل لا يصنع ممثلا جيدا . جميلة الشيحي تكسب الرهان ليس غريبا ان تعلن جميلة الشيحي بكل غبطة تخلصها نهائيا من «زينب» «شوفلي حل» الى دورين مختلفين في «نوبة» و«شورب2»...دوران كسبت من وراءهما الرهان على اعتبار ان تكوينها المسرحي يسمح لها باستغلال أي فرصة تتاح لها وتقديم الإضافة في أي تجربة تخوضها. درصاف مملوك تنتصر لتاريخها برزت درصاف مملوك في «دار الباشا» بحسها الإبداعي المتميز وهي التي خاضت عديد التجارب في التمثيل التلفزيوني «العاصفة، غادة.. الخطاب على الباب.. اضحك للدنيا.. سباعية آمال..، جاري يا حمودة.. شعبان في رمضان.. حياة وأماني.. كمنجة سلامة..، اقفاص بلا طيور.. كاستينغ.. من ايام مليحة.. لأجل عيون كاترين.. الزوجة الخامسة.. بنت أمها.. أولاد مفيدة.. الى «زنقة الباشا» الذي انتصرت في دورها الى تاريخها الإبداعي الناصع والاستثنائي. مسرح العائلة تجربة رائدة كسبت الوطنية الأولى الرهان بتجربة «مسرح العائلة» التي اعادت الى الاذهان «المسرح المتلفز» وجددت اللقاء مع رواد التمثيل في تونس كما مكنت من جمع العائلة حول الشاشة للاستمتاع بعرض مسرحي هزلي خفيف «مسرح العائلة» الذي أشرف عليه المخرج القدير أنور العياشي مثل فرصة لاكتشاف قدرات وحرفية عديد الممثلات انطلاقا من اميرة بن علي وصولا الى ناهد نورالدين الى جانب جيل الرواد كصلاح مصدق واكرام عزوز وزهير الرايس ودليلة المفتاحي وسندس حمو وفاطمة الحسناوي وغيرهم كثير.