تحدثنا في عدد سابق عن نجوم غناء «صنعها» رمضان... واليوم نقف في هذه الورقة عند ضيف جديد من النجوم الذين «صنعهم» رمضان... بل هناك أسماء «أعادهم» هذا الشهر العظيم إلى أرض الوطن بعد سنوات من الغياب فكان أن أعاد الجمهور اكتشافهم من جديد. طيور مهاجرة تعود إذا كانت هناك منيرة لشهر رمضان بالنسبة لنجوم التمثيل أنه تمكن من «استعادة» عديد الطيور المهاجرة ليلتقيها الجمهور التونسي في انتاجات شدت الانتباه ومهدت الطريق لأسماء جديدة سرعان ما نجحت في تأكيد ما تتوفر فيه من طاقات ابداعية لقد أعاد لنا شهر رمضان هشام رستم وأحمد التونسي والراحل مصطفى العدواني ورؤوف بن يغلان وهي أسماء كانت إلى فترة غير قريبة مستقرة في باريس...ولا غرابة أن يكسب المخرجون في التفلزة أوائل التسعينات كحمادي عرافة وصلاح الدين الصيد ومحمد الحاج سليمان الرهان بأن تصبح الانتاجات الدرامية في شهر رمضان تقليدا ابداعيا هاما ومتميزا من خلال اعتمادهم على هذه الأسماء ذات الرصيد الابداعي الكبير والثري. «الدوّار» محطة هامة ويمثل مسلسل «الدوّار» محطة هامة في مسيرة الانتاج الدرامي التلفزيوني التونسي حيث أمكن للمشاهد التونسي من اكتشاف والتعرف على عديد الأسماء الشابة في تلك الفترة كنعيمة الجاني وصالح الجدي ونزيهة يوسف إلى جانب أسماء مسرحية فاعلة كعبد القادر مقداد وعيسى حراث.. وأمكن للجمهور أيضا اكتشاف المخرج والممثل المسرحي حسين المحنوش مولفا وممثلا تلفزيونيا... وقبل «الدوّار» ظهرت درصاف مملوك وعاد المنصف الأزعر إلى الأضواء التلفزيونية بعد فترة غياب امتدت أكثر من عشر سنوات منذ تقديمه «الزورق الصغير» ثم «حكايتي مع الرمال» خلال فترة السبعينات في اخراج لعبد الرزاق الحمامي. من المسرح إلى التلفزيون ووفرت الدراما التلفزيونية الرمضانية فرصة البروز للعديد من الأسماء المسرحية كنور الدين بن عياد والمنجي العوني ونصر الدين بن مختار والمنصف السويسي المخرج المسرحي الكبير... كما أمكن للجمهور متابعة ومشاهدة أسماء بارزة في حقل التمثيل الاذاعي على غرار المرحوم حسن الخلصي والممثلتين فاطمة البحري وخديجة بن عرفة والممثل الراحل محمد ممدوح، وكان لعبد العزيز المحرزي حضور متميز في أول مسلسل تلفزيوني تونسي في بداية التسعينات من خلال «حبوني وتدللت» إلى جانب سنية المدّب التي تتالى ظهورها في عديد الأعمال التلفزيونية الرمضانية ك«أمواج» و«كمنجة سلامة». «المتحدي... وغالية» أو فريال وسوسن ومن خلال مسلسلي «المتحدي» و«غالية» أمكن للجمهور التونسي اكتشاف موهبتين في التمثيل التلفزيوني حيث كانت «فريال قراجة» القادمة في تلك الفترة من دنيا الاشهار من فرصة الكشف عن ما تختزله من طلقات ابداعية انطلاقا من «المتحدي» فقد راهن عليها المخرج المنصف الكاتب ليكسب الرهان ويوقع علي شهادة ميلاد ممثلة استطاعت تسلق سلم النجاح بكل هدوء في «باب الخوخة» و«قمرة سيدي محروس» وغيرها من الأعمال الدرامية. وقدم لنا مسلسل «غالية» سوسن معالج ممثلة ذات امكانيات ابداعية متميزة وهي القادمة في تلك الفترة من عالم الصحافة المرئية فكانت أن أسست ثم أثثت لمسيرة ابداعية متعددة المشارب من التنشيط الاذاعي الى التنشيط التلفزيوني مرورا بالتمثيل المسرحي والتمثيل التلفزيوني... لتتواصل سلسلة اكتشاف الأسماء التي تحمل بداخلها بذرة العطاء الابداعي المقنع والممتع كنادرة لملوم وفتحي الذهيبي وحنان بالعيفة وسامية العياري دون أن ننسى أسماء كليلى الشابي ومليكة الهاشمي وعبد اللطيف خير الدين وسندس حمو وفتحي الهداوي وأنور العياشي الذي انطلق من تونس ليؤثث مسيرة هامة على المستوى العربي ترجمها في عديد الانتاجات الدرامية الكبيرة انطلاقا من «تاج من شوك»... والقائمة في هذا المجال طويلة. ظهور خاطف وفي المقابل فإن رمضان مكن أسماء من ظهور خاطف على غرار درة زروق التي حوّلت وجهتها الى السينما في مصر ورملة العياري وبلقاسم بن يدر والرزقي العوني وناهد نور الدين..