مكتب الساحل يعتبر الولي الصالح سيدي عياش من أهم الشخصيات المؤسسة لمدينة طبلبة حيث يوجد ضريحه وسط المدينة وهو مقصد الجميع في كل المناسبات. سيدي عياش هو الولي الصالح سيدي عبد العزيز بن الشيخ عياش المغربي، ينتمي إلى أسرة كلها من الفاتحين لإفريقيا ضمن جيش القائد الشهير موسى ابن نصير، من خصاله حبه لنشر العلم والثقافة وتحفيظ القرآن ودراسة علوم الدين. انتدب على نفقته المؤدبين والمدرسين والأئمة والمؤذنين وشجع الطلبة الوافدين على مدرسته وخصهم بإعانات منتظمة حتى يساعد على التفرغ لطلب العلم. كما جرت هذه الإعانات عدة قرون بعده يستفيد منها أحفاده الدارسون في البلدة وخارجها. وتقديرا لأعماله الجليلة، أصدر المشير علي باشا باي، باي تونس توصية خير بالزاوية وأحفاد الشيخ بتاريخ 1740 م. زاوية سيدي عياش منارة علمية منذ القرن 14 ميلادي، أجيال متعاقبة استفادوا منها منذ ستة قرون وفدوا من الشرق والغرب ومازالت تضطلع بدورها الحضاري. لا يُعرف تاريخ تأسيس زاوية سيدي عياش بالضبط لكن صاحب الضريح دفن بها سنة 739ه/1338م وهو تاريخ وفاته. وقد تمكنت الزاوية من بسط نفوذها على «هناشر» شاسعة وضيعات عديدة، توفر لهم دخلا قارا في شكل ريع عقاري تتحصل عليه نقدا أو عينا، وتستعمل لغذاء الشيوخ والفقراء والزوار، كثيرا ما كانت هذه المؤسسة (أي الزاوية) تقيم علاقات سياسية متميزة مع المخزن وتلعب دور المعين في جمع الضرائب، فكانت تقوم بحق الضيافة لمحلة السلطان، وفي المقابل فإن مطالبها تحظى بالقبول، فكان كل ما يكتب عبد العزيز بن عياش (شيخ طبلبة) للسلطان غالب الحال (أي السلطان القائم) تقضي فيه الحاجة.